الحديث عن جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مجالات الخير والبر والإحسان حديث واسع ذو شجون، يعجز القلم عن تدوينه وبيانه لأن عمل الخير في سيرة الأمير سلمان قد ولد معه في حياته وهو يسير معه حيث سار، وله فيه المواقف المشهودة والجهود الظاهرة، ولدي العلم بأن سموه لا يرغب الحديث عن هذا العمل الذي يقوم به ولا الكتابة فيه لكن أبت الأعمال ان تنطق إلا بالحق فهي شاهدة يراها العيان وتحكي واقعاً لا يرتاب فيه احد لأن سموه - حفظه الله - يرى ان العمل الخيري المتعدي نفعه إلى الناس هو خير من العمل القاصر الذي لا يتعدى صاحبه، والعمل والمتعدي نفعه الى الآخرين هو في شريعة الإسلام أعظم أجراً وأكثر نفعاً وأجزل ثواباً لأن هذا العمل سبب لحصول الفلاح في الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). وأعمال الخير المتعدي نفعها من الخصال التي تأصلت في قلب سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأحبها وأكثر منها فحياته كلها جد ونشاط، وقته كله فكر وعمل، وقد منحه الله بصيرة ثاقبة تعرف أين يقع العمل النافع، فانطلق في حياته وعمرها بأعمال نافعة وأفكار مفيدة. وكانت له في داخل المملكة وخارجها إسهامات فاعلة ومؤثرة في مجالات الخير المتعددة من بناء المساجد، ورعاية الأيتام، وبناء المساكن للفقراء والمحتاجين، ودعم حلقات تحفيظ القرآن، وتبرعه بالجوائز المالية العالية لحفاظ القرآن من البنين والبنات. وله كذلك اهتمام شخصي برعاية مرضى الفشل الكلوي رعاية ودعماً ومتابعة. وكل هذه الأعمال جاءت نصوص الشريعة الإسلامية بالحث على فعلها والترغيب فيها مع بيان الأجر والثواب المترتب عليها، ويقصر المجال عن سياقها وعرضها. لقد كان فعل الخير وتقديم البر والإحسان للناس يلازم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حياته على الدوام في جميع أحواله وشؤونه وتقلباته، وتسعد نفسه ويفرح قلبه وينشرح صدره عندما يأتيه أحد يعرض عليه مثل هذا العمل، بل يشيد به ويشكره عليه ويعينه ويدعمه لأنه قد بذل حياته ووقته وماله لهذا العمل الخيري وقام به على أحسن وجه، ولم يشغله عنه جاه أو مال أو دنيا، بل له فيه اليد الطولى، والقدح المعلى، وقد جرد فيه عنايته، وأظهر فيه كفايته، بما تسمو إليه الهمم، وترنو إليه الأبصار، وتمتد نحوه الأعناق، وتطمح إليه العيون، وتقف عليه الآمال. وأدرك سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز شرف ما كلف به، ومشقة ما تحمله ووطن نفسه على تحمل العمل وفعل الخير وأصبح سجية من سجاياه لا تفارقه في حياته. كما أن سموه محب جداً للعلم والعلماء وتقديرهم ومعرفة جهودهم والتواصل معهم وحريص جداً على الإصلاح بين الناس وتأليف قلوبهم على المحبة على الخير وقد فتح لهم صدره وقلبه في استقبالهم واستضافتهم وتقبل مقترحاتهم والوقوف معهم، ومن حبه في إيصال الخير إلى الناس أنه يشاركهم في أفراحهم وسرورهم ويواسيهم في أحزانهم وكأنه واحد منهم مستشعراً في ذلك أخوة الإيمان التي تربطه بهم كما جاء ذلك في قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وهو بهذه الأعمال يقتفي أثر المؤسس والباني لهذا الوطن الغالي والده الملك عبدالعزيز رحمه الله والذي أعرفه عن سموه مما لا يرضى في إظهاره في مجالات الخير كثير جداً وما ذكرته إشارات قليلة من سجل حياته الحافلة بالخير والعطاء لكل المسلمين. وهذا العمل الخيري من سموه برهان على شكره لربه واعترافه له بفضله، حتى حققت أعمال سموه في مجالات الخير مصالح متعددة، ومنافع كثيرة، لهذا الوطن وأهله، وامتد هذا العمل من لدن سموه الى خارج المملكة مما كان سبباً في تنفيس الكرب، وتفريج الهم، وإدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين، وتخفيف الآلام، وتحقيق الآمال، ولن يعدم الأجر والثواب من الله تعالى على ما قدم من أعمال جليلة وإسهامات كبيرة وسوف يجد ذلك - إن شاء الله - عند ربه يوم يلقاه. وفقه الله وأعانه وسدد خطاه وبارك له في عمره ووقته إنه سميع مجيب. @ وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية