مبادرة خادم الحرمين الشريفين في اقامة مؤتمر حوار الأديان بمدريد قبل شهرين من الآن كانت دليلاً واضحاً وملموساً على دوره البارز الساعي إلى ارساء دعائم الأمن والسلام في جميع أرجاء المعمورة، وازالة الشوائب التي تهدد العلاقة الحضارية بين الشعوب الإسلامية والغربية، والتي لا تنجلي إلا بوسائل تأتي في مقدمتها ثقافة الحوار. وقال الملك عبدالله خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: "جئتكم من مهوى قلوب المسلمين من بلاد الحرمين الشريفين حاملاً معي رسالة من الأمة الإسلامية، رسالة تعني بأن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان، رسالة تبشر بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام باذن الله محل الصراع". وقد لاقت مبادرة الملك عبدالله في تبني الحوار بين الأديان قبولا وتأييداً واسعاً من قبل المشاركين وكبار المسؤولين في دول العالم منذ اعلانها. وقال محمد البعلبكي نقيب الصحافيين اللبنانيين ان مبادرة خادم الحرمين هي مبادرة تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين أتباع الرسالات السماوية والثقافات المتعددة، كما أكد السفير البريطاني لدى المملكة وليام باتي على أن الحوار ليس حول انتمائنا للأديان، ولكن على ما يجمعنا ونتشارك فيه من قيم وتسامح وما نسعى اليه من أجل ازالة سوء الفهم بين اتباع الديانات وآمل بأن تكون هناك مبادرات اخرى في مجال الحوار في المستقبل، وشدد رئيس طائفة السريان الارثوذكس في حلب بسورية المطران يوحنا إبراهيم على أن هذه الدعوة الكريمة نابعة من التعاليم الدينية الداعية إلى الحوار، لذلك فدعوة المملكة تتماشى مع روح الإسلام وجاءت في وقتها. وقال القس امبابنسكي رئيس الأقباط الارثوذكس في حلوان بمصر أن الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر لها مكانتها فالدعوة توجه إلى لقاء الناس في حب الله وحب الناس والبشرية. كما عبر السيد دباجي الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي: مبادرة الملك عبدالله تؤكد مدى حرصه الشديد على أوضاع الأمة الإسلامية والبشرية بشكل عام، وأكد القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والارشاد في الجمهورية اليمنية على أن هذا المؤتمر يعد ثمرة من ثمار مؤتمرالحوار الذي عقد في مكةالمكرمة بناءً على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشيراً إلى أن المؤتمر نقلة في عملية الحوار بين أتباع الديانات السماوية. وأوضح البروفيسور د. مصطفى سيرج مفتي دولة البوسنة والهرسك أن المؤتمر يأتي كنتيجة لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي يقود ويدشن حملة عالمية عريضة للحوار بين الأديان، وأتصور أن هذه المبادرة يجب أن تدعم من كل شخص عاقل في هذا العالم، وخاصة من المسلمين الذين يعانون من تفشي الصورة النمطية عنهم بين أتباع الديانات الاخرى، كما أكد الأستاذ نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الامريكية الإسلامية في واشنطن على أن أهمية المؤتمر تأتي من اهتمام علماء الدين والمفكرين واهتمام سياسي متمثل في وجود خادم الحرمين الشريفين وزعماء سياسيين آخرين والذين باستطاعتهم ارساء قواعد رسالة عالمية ذات منحى اجتماعي وديني متمثلة في اجتماع المسلمين والنصارى واليهود وأتباع الديانات الاخرى في مكان واحد.