اتطلع إلى الترحيب بحضور 150ضيفا على مائدة الافطار في منزلي بالرياض عند غروب شمس يوم السبت القادم، انها فرصة جيدة لكي أعبر لأصدقائي السعوديين وأصدقائي المسلمين من الجنسيات الأخرى عن مدى تأثري بشهر رمضان المبارك وأقدم تمنياتي بالشهر الفضيل. وستكون المناسبة فرصة لي ايضا للتفكير في موائد الافطار التي تقام بعيدا عن ارض الحرمين الشريفين يقضي المسلمون البريطانيون في كافة أنحاء بريطانيا من جلاسجو إلى لندن هذا الشهر في الصيام والصلاة والعبادة ويجتمعون في كل مساء للافطار واقامة شعائرهم الدينية. وفي نفس الوقت ينعم آلاف المسلمين البريطانيين بكرم الضيافة السعودية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وهم يؤدون مناسك العمرة وصلاة التراويح. ينضوي المسلمون في بريطانيا ضمن مجموعة متنوعة شأن المسلمين في اي بلد آخر ويتقلدون مناصب وزارية وتعليمية وغيرها، كما انهم يعشقون كرة القدم، فمنهم من يشجع فريق بلاكبرن ومنهم من يشجع فريق تشيلسي، كما انهم ينحدرون من جذور عربية وآسيوية وافريقية وهناك ايضا العديد من المسلمين المحليين، بعضهم يصوت لحزب العمال، وبعضهم يصوت للمحافظين والبعض الآخر يصوت للحزب الليبرالي الديمقراطي، لكنهم جميعا وفي كل يوم من ايام شهر رمضان يولون وجوههم شطر الكعبة خمس مرات في اليوم لمشاركة المسلمين في أنحاء العالم في اداء الصلاة والتراويح. يحظى المسلمون في بريطانيا بهوية فريدة من نوعها، فهم مسلمون وبريطانيون يلعب المسلمون في بريطانيا دورا هاما في الحياة العامة لا يضاهي في اي بلد اوروبي آخر، ومن ضمن المليوني مسلم في بريطانيا يمكنك أن ترى مقدمي برامج تلفزيونية وضباطا في الشرطة ورؤساء شركات كبيرة وسياسيين مرموقين كما ان من بينهم من يمتلك ويدير مشاريع تجارية صغيرة، ناهيك عن اسهاماتهم في المجالات الأخرى، ان الاسهامات التي يقدمها المسلمون في المجتمع البريطاني مهمة جدا الآن، وان بريطانيا تحتاج الى مواطنيها المسلمين وتقدرهم حق تقدير. ولعل الذين زاروا بريطانيا يعلمون ان الشعب البريطاني يرحب بالاسلام وان اكبر مسجد في اوروبا موجود في لندن، كما ان الحكومة البريطانية تمول المدارس الإسلامية، كمايتوفر الطعام الحلال في المحلات والمطاعم في انحاء بريطانيا، وقد عينت الحكومة 20مستشارا من المسلمين للعمل عن كثب مع الوزراء في رسم سياسة الدولة وتنفيذها، كما ان الحكومة البريطانية تدعم بعثة الحج البريطانية التي تقدم دعما منقطع النظير للحجاج البريطانيين وهو مشروع فريد من نوعه في العالم الغربي. ليس هناك ما يدعوني للدهشة او الاستغراب حين أرى عمق الثقافة الإسلامية وقوتها في بريطانيا نظرا لأن جذور الاسلام في بريطانيا تعود الى ما قبل الف عام، وقد كان جون نيلسون اول شخص بريطانيا يعرف انه اعتنق الاسلام قبل 500عام، وكانت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية هي تلك قام بها الاسكوتلندي اليكساندر رو قبل 350عاما، لقد شكل الإسلام جزءا من الثقافة البريطانية منذ زمن بعيد. لذلك فان لدينا خبرة في أهمية الحوار بين الأديان، لهذا السبب فانني أشيد بحوار الأديان الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين، ان كتب الديانات الثلاث تشترك في صنع تاريخ هام، ومن خلال العمل معا نستطيع تحقيق مستقبل آمن وزاهر. أود أن انتهز هذه الفرصة لاعبر لكم ولعوائلكم عن أطيب تمنياتي بشهر رمضان المبارك راجيا ان تتذكروا وانتم تفطرون في هذا المساء اخوانكم المسلمين في بريطانيا الذين يفطرون ايضا بعيدا عن ارض الحرمين الشريفين. ورمضان كريم. @ السفير البريطاني