@@ تتوقف الدول والشعوب طويلا في ذكرى الاحتفال بيومها الوطني.. @@ وتتفاوت في طريقة التعبير عن فرحتها بهذه المناسبة الوطنية الكبرى.. @@ بعض دول العالم تستعرض انجازاتها السابقة وتركز على ما تحقق لها من إيجابيات وتستنفر قواها المختلفة للمضي في تنفيذ ما تبقى من طموحات.. @@ والبعض الآخر تسعى إلى (تعرية) واقعها والتركز على سلبياتها.. وإثارة المخاوف من استمرارها.. والدعوة إلى العمل على تجنبها.. @@ والبعض الآخر يضع أمامه - في مثل هذه المناسبة - هدفاً واحداً هو: أهمية المحافظة على الوحدة الوطنية في عصر تتعرض فيه المجتمعات لحروب صامتة.. ولكنها مدمرة، بفعل تآكلها من الداخل.. وتهلهل نسيجها الوطني.. والاجتماعي.. والأخلاقي.. فضلاً عن تفشي بعض مظاهر الفساد الإداري والمالي في أرجائها.. @@ ونحن هنا في المملكة العربية السعودية.. نحتاج إلى مثل هذه الوقفات الحازمة.. والقوية.. والشجاعة.. في مثل هذا اليوم إذا نحن كنا حريصين على أن تمضي مسيرتنا إلى غايتها بأمان كاف. @@ ويشهد الله أنني لا أجامل.. أو أتزلف.. أو أماري حين أقول إن من نعم الله علينا أن جعل فينا ملكاً.. وقائداً.. وزعيماً.. تجتمع فيه كل الخصائص المثالية من وطنية.. إلى أخلاقية.. إلى إنسانية.. إلى غيرة.. إلى حرص على أن يبلغ هذا الوطن مكانة مرموقة.. ويتمتع شعب هذا الوطن بما لم يتح لسواه من الشعوب.. @@ وعندما تتوفر لبلد قيادة بمثل هذه المواصفات القيمية العالية.. فإن فرص تقدمه وعلو شأنه وسعادة مواطنيه تصبح كبيرة وعظيمة بشرط واحد.. @@ هذا الشرط هو.. @@ أن يكون كل من حول هذه القيادة على نفس الدرجة من الإخلاص.. ومن الصدق ومن الولاء.. ومن النزاهة.. ومن الإحساس بالمسؤولية.. ومن تغليب مصالح الوطن على مصالحه وطموحاته الخاصة.. ومن الاستقامة.. ومن الكفاءة.. ومن الأمانة.. وصفاء الضمير.. ومن الحب للوطن والتفاني في خدمته والتضحية من أجله.. سواء أكان هؤلاء مسؤولين في الدولة.. أو مواطنين في مواقع أعمالهم المختلفة الخاصة.. أو الفردية.. @@ فالوطن غني بعقيدته.. @@ غني بصفاء ونقاء ووفاء قيادته.. @@ غني بمكانه ومكانته التاريخية والحضارية والإنسانية.. @@ ولا ينقصه إلا أن تتضافر جهودنا جميعا.. وتتكاتف لتصب في مصلحته أمنا.. ووئاما.. وسلاماً اجتماعياً وافراً.. وعملاً صادقاً ومخلصاً ودؤوباً ليصل إلى (الذروة) ويكون في مقدمة الأوطان.. @@ فالملك الصالح والمصلح عبدالله بن عبدالعزيز.. @@ وولي العهد الأمين، الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. @@ والوطن من ورائهما.. يحتاجون إلى الإنسان القادر على محاربة النفس للتغلب على نزعات الشر وموت الضمير واستغلال السلطة وخيانة الأمانة.. وعدم الخوف من الله والاستجابة للرغائب والأهواء على حساب مصالحه ومكتسباته.. @@ هم بحاجة إلى من يضع الوطن فوق رأسه.. وداخل ضميره.. وقبل مصالحه وغرائزه ونزعاته.. @@ وتلك هي مسؤوليتنا جميعاً.. @@ مسؤولية كل فرد فينا.. @@ مسؤولية كل من وضعت القيادة في عنقه أمانة.. @@ كما أنها مسؤولية كل من أفاء الله عليه بنعم هذا الوطن وخيراته.. @@ بل إنها مسؤولية كل من أراد الله له أن يعيش على اديمه.. ويتشرف بالانتماء إليه.. @@ هذا هو العيد الحقيقي.. @@ وهذا هو الاحتفال الحقيقي بيوم الوطن.. @@ وهذا هو الأمل والرجاء في أن يكون العام القادم خيراً من عامنا هذا وان يحيا الوطن كل أيامه أعياداً متواصلة.. بفعل الوحدة الحقيقية.. والانصهار الحقيقي والإخلاص الحقيقي.. والولاء الحقيقي لوطن هو خير الأوطان.. @@ ضمير مستتر: (.. الوطن الذي يفقد الإخلاص في أبنائه.. يعيش كل ظروف الخوف والقلق على مصيره ومستقبل أبنائه..)