اظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الاربعاء ان المرشحين الى البيت الابيض الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين متعادلان في ولاية فلوريدا الرئيسية في حين ان سناتور ايلينوي متقدم على المستوى الوطني. وبحسب استطلاع اجرته شبكة "سي ان ان" ومجلة "تايم" فقد تعادل اوباما وماكين في فلوريدا حيث حصل كل منهما على 48% من نوايا التصويت، في حين تقدم المرشح الديموقراطي بفارق نقطتين على منافسه (49% مقابل 47%) في ولاية اوهايو. وتعتبر هاتان الولايتان حاسمتين في الانتخابات الرئاسية الاميركية. وهاتان الولايتان هما اللتان سمحتا لجورج بوش بان يحقق الفارق في انتخابات 2000و 2004.وتعد فلوريدا 27من كبار الناخبين واوهايو 20.ويبلغ اجمالي عدد كبار الناخبين 538ويجب على المرشح ان يفوز باصوات 270ناخبا كبيرا على الاقل للفوز بالبيت الابيض، وفقا لنظام الانتخابات غير المباشرة المعمول به في الولاياتالمتحدة. والمرشح الذي يفوز في ولاية ما يحصد كل ناخبيها الكبار. ومنح الاستطلاع عينه تقدما لماكين بمقدار ست نقاط في انديانا ( 11ناخبا كبيرا) وبمقدار نقطة واحدة في كارولاينا الشمالية ( 15ناخبا كبيرا). وكان بوش فاز بسهولة في 2000و 2004وشكل يومها الفارق الضئيل في كارولاينا الشمالية مفاجأة. بالمقابل منح الاستطلاع اوباما تقدما بمقدار ثلاث نقاط (50% مقابل 47%) في ويسكونسن ( 10ناخبين كبار)، وكان المرشحان الديموقراطيان آل غور ومن ثم جون كيري فازا بهذه الولاية في 2000و 2004.ولكن على المستوى الوطني منح استطلاع للرأي اجرته شبكة سي بي اس وصحيفة نيويورك تايمز باراك اوباما تقدما على جون ماكين بمقدار خمس نقاط (48% مقابل 43%). واثر المؤتمر العام للحزب الجمهوري مطلع ايلول/سبتمبر كان ماكين متقدما على اوباما بنقطتين ولكن المرشح الديموقراطي جمع الكثير من الاصوات الجديدة في صفوف المستقلين والنساء. وبحسب هذا الاستطلاع باتت اكثرية المستقلين تؤيد اوباما حيث بلغت نسبة هؤلاء 46% مقابل 41% لماكين. والنساء كذلك بتن اكثر ميلا للمرشح الشاب، بعدما كن قبل اسبوعين، حين اعلن ماكين اختيار ساره بايلن مرشحة لمنصب نائب الرئيس في صف المرشح الكهل، فقد اعلن 54% من المستطلعة آراؤهن انهن سيصوتن لصالح سناتور ايلينوي مقابل 38% لمرشح اريزونا. واللافت ان اوباما يتقدم على خصمه بمقدار نقطتين في اوساط الناخبات البيضاوات اللواتي غير 21% منهن رأيهن في غضون اسبوع واحد وانتقلن الى صف المرشح الديموقراطي. واجري استطلاع "سي ان ان" بين 14و 16ايلول/سبتمبر على عينة من 907اشخاص في فلوريدا و 890شخصا في انديانا و 910في كارولاينا الشمالية و 913في اوهايو و 950في ويسكونسن. وبلغ هامش الخطأ فيه 3% في اوهايو وويسكونسن و3.5% في بقية الولايات. اما استطلاع "سي بي اس" فاجري بين 12و 16ايلول/سبتمبر على عينة من 1133شخصا على المستوى الوطني بينهم 1004ناخبين مسجلين، وبلغ هامش الخطأ في هذا الاستطلاع 3%. في ذات الإطار، بعثت الازمة المالية التي تواجهها الولاياتالمتحدة حيوية جديدة في حملة المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما فيما باغتت منافسه الجمهوري جون ماكين الذي بات اليوم يدافع عما كان يدينه بالامس. ولم يتمكن سناتور اريزونا من اخفاء ارتباكه الاربعاء حين سئل في مقابلة مع شبكة ايه بي سي نيوز عن عملية الانقاذ غير المسبوقة التي قام بها الاحتياطي الفدرالي لمجموعة التأمين ايه اي جي. وقال ماكين "بالنسبة للانقاذ بحد ذاته، لم اكن اؤيده" لكنه عاد واقر "كان ثمة في الواقع ملايين الاشخاص الذين باتت معاشاتهم التقاعدية واستثماراتهم وتأميناتهم بخطر". وكان ماكين اعلن الثلاثاء انه يعارض استخدام اموال دافعي الضرائب لانقاذ شركات مثل ايه اي جي. ولفتت صحيفة نيويورك تايمز الى انها ليست هذه اول مرة يتعثر فيها ماكين في مسائل مالية ويسعى الى تبديل موقفه ولو "بجهد شاق" احيانا. وكان ماكين قبل عشر سنوات رأس حربة المعركة البرلمانية من اجل ازالة قوانين ضبط القطاع المالي، فشجع عام 1999على اقرار قانون غرام-ليتش-بلايلي الذي اصلح الهيئات المالية وحدثها فازال كل الحواجز بين المصارف التجارية وشركات الاستثمار وشركات التأمين، وهو القانون الذي سمح لمجموعة ايه اي جي ان تنشط في خدمات مالية تنطوي على مخاطر، ما ادى الى الازمة الحادة الى واجهتها. وقال اوباما ان "جون ماكين ظل على مدى عقود يدعم المؤسسات المالية عوض ان يدعم المستهلكين". وفي وقت اشتدت الازمة في وول ستريت واعلن مصرف ليمان براذرز افلاسه فيما اشترى "بنك اوف اميركا" منافسه ميريل لينش، لم يتوان ماكين عن التأكيد الاثنين على ان "اسس الاقتصاد (الاميركي) متينة". وسارع خصمه الديموقراطي الذي يعتزم جعل الاقتصاد محور حملته، الى التساؤل "عن اي اقتصاد يتكلم" ماكين. واوضح سناتور اريزونا الثلاثاء انه حين يتكلم عن "اسس الاقتصاد" فهو يعني بذلك العمال الاميركيين، ملمحا الى ان الذين ينتقدون تصريحاته انما يتعرضون للعمال انفسهم. وقال "انني اؤمن بالعمال الاميركيين وان كان احد ما غير موافق على ذلك، فهو حر برأيه"، في تلميح الى اوباما. غير ان تبريره لم يكن مقنعا. وكتبت نيويورك تايمز في افتتاحية الاربعاء "لنكن واضحين: جميع المرشحين للبيت الابيض يؤمنون في العمال الاميركيين". وتابعت انه "بتوضيح تعليقاته، فان ماكين اشاد بالعمال فيما استمر بتجاهل مشكلاتهم وهي اساءة حقيقية لهم". ويأمل اوباما في اغتنام الازمة لتحقيق مكاسب سياسية بعدما تخطاه ماكين في استطلاعات الرأي، قبل 48يوما من الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وينتقد سناتور ايلينوي منذ اشهر الترابط بين التساهل وعدم الشفافية في النظام المالي، كما يندد بالقروض غير المسؤولة التي اثارت الازمة العقارية وتباطؤ الاقتصاد. وتوجه الاربعاء شخصيا الى الاميركيين في اعلان تلفزيوني تم بثه في جميع انحاء البلد. وقال اوباما في الاعلان انه لا يمكن القاء الازمة على عاتق "سوء الحظ" مضيفا "الحقيقة انكم في حين كنتم تتسلحون بروح المسؤولية، فان واشنطن لم تكن تفعل. لذلك نحن بحاجة الى التغيير، الى تغيير حقيقي".