انعكست الأزمة المالية المزلزلة التي عاشتها بورصة "وول ستريت" الاثنين، على خلفية أنباء انهيار رابع المؤسسات المصرفية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، "بنك ليمان براذرز" وشراء "بنك أمريكا" مؤسسة "ميريل لنش" بمبلغ 50مليار دولار، على أسواق آسيا الثلاثاء، التي شهدت مؤشراتها الرئيسية في بداية التعاملات انخفاضاً حاداً في قيمتها، بعد يوم من الإغلاق بسبب عطلة رسمية. ففي اليابان فقد مؤشر نيكاي الرئيسي في بداية تداولات الثلاثاء نسبة 4.9في المائة من قيمته، متراجعاً إلى 11632.99نقطة، لينخفض تحت مستوى 12ألف نقطة لأول مرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي. كذلك تراجع مؤشر بورصة سيؤول الرئيسي بنسبة 6.1في المائة، كما تراجعت المؤشرات الرئيسية في كل من أستراليا ونيوزلندا ب 2.4و 2.7في المائة على التوالي. وفي هونغ كونغ تراجع المؤشر الرئيسي ب 5.5في المائة بعد أن شهدت السوق عمليات بيع محمومة للأسهم المصرفية إثر إعلان إفلاس مصرف "ليمان برذرز". وفي تايوان تراجع مؤشر السوق الرئيسي ب 4.6في المائة. وكان مؤشر داو جونز الصناعي في بورصة "وول ستريت" قد فقد مساء الاثنين 504نقاط أي ما يعادل 4.4في المائة من قيمته، وهو أعلى تراجع خلال يوم واحد للمؤشر باحتساب النقاط منذ ال 17من سبتمبر/أيلول 2001، بعد أن استأنفت الأسواق تداولاتها بعد إقفال قسري بسبب 9/11على الولاياتالمتحدةالأمريكية. كذلك فقد مؤشر "ستاندرد، بورز 500" نسبة 4.7في المائة وهو أسوأ يوم له منذ 17سبتمبر/أيلول 2001عندما خسر 4.9في المائة من قيمته. أما مؤشر ناسداك ففقد 3.6في المائة من قيمته منذ ال 24من مارس/آذار 2003.وأثارت بدء عمليات التداول في أسواق آسيا مخاوف من تعرضها لأزمة مالية خاصة في كل من اليابان والصين اللتين تعولان على التصدير، غير أن مسؤولين في الحكومة اليابانية قالوا إن النظام المالي للبلاد سيتعافى. وقال رئيس قسم الاستثمار في شركة "ناشونال بن إنفسترز فاند" جيمس كينغ: "إنه يوم فظيع.". مضيفاً "فشل ليمان بإيجاد مشتر وقرار ميريل لينش بالبيع قبل مواجهة نفس المصير قد يصيب الأسواق بالهلع الشديد". وقال كبير استراتيجيي السوق في مؤسسة "جيفريز" آرت هوغان إنّ عمق هبوط صناعة المال غير مسبوق منذ عقود طويلة. وقال إنّه لا يمكن مقارنة ما يحدث الآن سوى بفترة الكساد الكبير في عقد الثلاثينات من القرن الماضي وكذلك سلسلة الإفلاسات التي حدثت في القرن التاسع عشر. وأوضح "لم نر شيئا مماثلا من قبل وليس هناك خارطة طريق للخروج من الأزمة". غير أنّ الرئيس الأمريكي جورج بوش أكّد الاثنين، أنّه واثق من أنّ الوضع الصحي لأسس اقتصاد بلاده "كاف لتفعيل التعديلات التي نحن بصدد إجرائها".