@ الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة متربعا فوق هامة صفحتها الأولى لعدد الأمس مثير فعلا ومليء بالجاذبية والابتهاج، فهذا العمل الوطني المميز الذي يمثل شراكة واضحة بين القطاعين العام والخاص فيما يخدم الوطن العزيز حيث يرسم بوضوح التشكيلة الوراثية للمواطن السعودي محتوية على ملايين المعلومات الصحية والوراثية المهمة التي يتوقع أن تعمل على الإسهام في التعرف على مسببات أمراض العصر الحالية التي انتشرت في بلادنا انتشار النار في الهشيم مثل داء السكري الذي لم يتوقف عند كبار السن بل امتد ليطال الأطفال وصغار السن ناقلا حياتهم من البسمة إلى الشقاء المزمن من خلال تلك الحقن التي "وسمت" أجسادهم الندية وكذلك أمراض القلب والسمنة وغيرها من الأمراض الفتاكة التي يحار الإنسان في معرفة سر انتشارها في مجتمعنا. @ والخبر "المثير" يشير بوضوح إلى موضوع مهم ربما أننا قد غفلنا عنه أو تجاهلنا أهميته أو أننا "بصدق" لم نعرف كيف نتعامل معه ونسعى لتحقيقه وهو موضوع "الوقاية".. والوقاية هنا تتعلق بالتوعية والتثقيف والتعريف بمسببات تلك الأمراض ووسائل وأساليب تلافيها وهو حق وطني طبيعي وبسيط يجب على قطاعاتنا الصحية الحكومية منها والخاصة تكثيف وتركيز الجهد حوله، فنحن كبارا وصغارا.. متعلمين وبسطاء رجالا ونساء لا نعرف مسببات أمراضنا "المنتشرة" ولا كيف نستطيع بتوفيق الله تفاديها؟! @ والمطلع على ميزانيات وزارة الصحة للسنوات الثلاث الماضية يلحظ تناميها بدرجة عالية ( 39.5مليار ريال لعام 2006م / 44.4مليار ريال لعام 2007و 44.5مليار ريال للعام الحالي) مما يشير إلى أن حكومة هذا الوطن العزيز لم تأل جهدا في سبيل توفير البيئة الصحية المناسبة والعمل على القضاء على كل ما من شأنه ارتفاع نسبة الأمراض أو نقص الدواء، إلا أننا ومع كل هذه الأرقام المرتفعة في ميزانية وزارة الصحة نعاني من نقص كبير في الأدوية!! وارتفاع في نسبة انتشار الأمراض المزمنة!! ومعاناة لا حدّ لها في محاولة المصاب منا في الحصول على مركز علاجي يتعرف على حالته الصحية ويعمل على تقديم الرعاية والعلاج لها و"هزال" في الوقاية من الأمراض وهو أمر يصعب تفسيره لأن مبالغ الميزانية المذكورة سابقا تشير بوضوح إلى أن تلك المبالغ لو تم استثمارها بعناية وتفعيل الاستفادة منها مع التركيز على الجانب الوقائي بنفس حجم الاهتمام بالجانب العلاجي لأمكن بالفعل تخفيف حجم الإصابة بتلك الأمراض المزمنة التي "فتكت" بصغارنا قبل الكبار!! @ أتصور أننا بحاجة ماسة إلى فهم تلك الحكمة العربية "الوقاية خير من العلاج" وتلك التي تقول بأن "درهم وقاية خير من قنطار علاج"!! @ وأظن أننا بحاجة ماسة إلى تلك الجهود الوطنية المخلصة التي تسعى لخير إنسان هذا الوطن بدلا من تلك الحملات التوعوية "الدعائية" التي لا يتعدى كثير من آثار بعضها الإيجابية "تلميع" القطاعات المرتبطة بها أو الشخصيات التي ترأسها!! @ وأعتقد أننا لو فعلنا ذلك لتمكنا من توفير مراكز علاجية تكفينا ولاستطعنا توفير الأدوية المناسبة ولاستطعنا تخفيف وطأة تلك الأمراض التي أحرقت قلوبنا... ودمتم