المشاركون في الندوة أ. د. محمد رضوان عرفة رئيس جمعية القلب السعودية أ. د. محمد بن صالح الحجاج استشاري الأمراض الصدرية د. عبدالكريم بن عمر السويداء أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة الملك سعود - استشاري أمراض الكلى ونحن ندلف أيام الحج بدأت الاستعدادات والاحتياطات تأخذ منحى تشمير الساعدين والاحتياطات الطبية يشترك فيها عدة جهات. وما يهمنا في هذه الندوة هي الجهة الشخصية بالنسبة للحجاج، فالحاج واجب عليه احتياطات لا بد من الأخذ بها إبان استعداده للسفر، وذلك حذراً من الوقوع في أمراض قد تنتقل إثر الزحام، أمراض القلب، ضغط الدم، الكلى، الأمراض الصدرية، السكر، بالتثقيف الوقائي الشخصي مهم للغاية، وفي هذه الندوة ستكون محاوره مركزة على أهم الأمراض المتفشية وأهم المسببات ثم أهم الطرق الوقائية. «الرياض»: في بداية هذه الندوة هل من الممكن ايجاز أكثر الأمراض انتشاراً في وقتنا الحاضر؟ - د. محمد عرفة: هناك أمراض مزمنة تصيب الإنسان في عدة مراحل من حياته، فيما يتعلق بأمراض القلب لا يزال مرض تصلب الشرايين التاجية هو المتسبب الرئيس والأول في الوفيات سواء في المملكة أو خارجها. وهذا السبب يتوقع أن يبقى هكذا لعدة سنوات، وذلك لعوامل عديدة أهمها أن العوامل التي تؤدي إلى تصلب الشرايين ما زالت في ازدياد، وفي المملكة بالذات هناك أسباب عديدة مع الأسف. وعلى سبيل المثال أمراض السكر وأمراض الدم التي تصل نسبتها إلى 50٪ ، هذه توجد في المملكة وغيرها من الدول العربية. وفي دراسات أجريت في عدة أماكن أن في كل أسرة سعودية تجد 4 أو 1 مصاب بالسكر، أمراض ارتفاع ضغط الدم أيضاً تصل نسبتها 30-35٪، أمراض الاستقلاب وما يتعلق بها تصل 40٪، وهذه كلها تؤدي إلى ازدياد الإصابة بأمراض شرايين القلب وعدة حالات مستقرة أو غير مستقرة وإصابة المرضى باحتشاء عضلة القلب مما يؤدي إلى وفيات بشكل مبكر أو وفيات بشكل مفاجئ. أيضاً هناك أمراض تتعلق بهبوط عضلة القلب. ونجد أن هبوط القلب له أسباب متعددة لكن أهمها أيضاً الأمراض المتفشية في المملكة وفي العالم كله. وعلى سبيل المثال فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى هبوط عضلة القلب وكذلك إصابة الصمامات سواء كانت وراثية أو مكتسبة بعد الولادة. هناك أنواع كثيرة من أمراض الصمامات، لكن هنا في المملكة ما زالت إصابة الصمامات بالحمرة القوية هي الأهم وتحدث في عمر مبكر من عمر الإنسان من 5-15، وهذه تؤدي في مرحلة متقدمة من العمر (20-30) ربما إلى حاجة الإنسان فيها إلى تدخل جراحي لتوسيع الصمامات. هذه الأمراض مع الأسف قد تكون موجودة بكثرة ويجب أن يدركها الإنسان ويحاول أن يتجنبها ويبتعد عنها، وبالتالي وقاية المجتمع من الآثار المترتبة عنها حتى لا يصل إلى مراحل متقدمة منها. - د. محمد الحجاج: أود أن أتطرق إلى بعض الأمراض الشائعة في فصل الشتاء والتي تصيب الجهاز التنفسي مثل أمراض الرشح والانفلونزا والزكام، ولو بدأنا بالتفصيل بالنسبة للانفلونزا فهو يختلف عن أمراض الزكام والأجهزة التنفسية الأخرى أو التهاب الأجهزة التنفسية العليا، ولو أن النوعين من الالتهابات التنفسية الفيروسية تعتبران من النوع الفيروسي، لكن نوع الفيروس يختلف، وبالتالي يختلف تأثيره على الإنسان، وكله ينتشر عن طريق الملامسة والتنفس والكلام والعطاس من شخص إلى آخر وبسرعة فائقة وتكثر العدوى في التجمعات وتكثر مع تغير الطقس ومع الازدحام. بالنسبة للانفلونزا فيعتبر أبسط وأخف وطأة وتأثيراً ويشترك في الأعراض مع الانفلونزا أمراض الالتهاب التنفسي، إلا أن المدة محدودة والتأثير الجسماني أقل، وبالتالي فإن المضاعفات أقل. وتأتي أهمية مرض الانفلونزا انه عندما يصيب إنساناً لديه أمراض سابقة مثل الربو أو أمراض الكلى أو أمراض القلب فإن الإصابة قد تكون خطيرة وقد تؤدي بالمريض إلى انتكاسة في هذه الأمراض وربما يضطر إلى دخول المستشفى. ومن المهم للناس محاولة تفادي مثل هذه العدوى بالالتزام البسيط بمبادئ الصحة العامة وهو النظافة وغسل الأيدي، وإذا كان هناك شخص مصاب بالانفلونزا فيجب محاولة عدم الاختلاط به وتجنب عادة التقبيل وعادة الزحام، وهناك مسؤولية على الشخص المصاب نفسه وهي محاولة الابتعاد أو وضع منديل عند العطاس على أنفه أو فمه. توجد نقطة أخرى في عملية الوقاية وهي التطعيم أو اللقاح ضد الانفلونزا وهو أمر مهم جداً وأنصح به الناس خصوصاً من لديهم أمراض مزمنة مثل الربو أو السكري أو القلب لأن الإصابة تكون شديدة، وهذا اللقاح يؤخذ سنوياً في بداية فصل الشتاء ويعطي وقاية من 70-90٪ وحتى عند وجود عدوى الانفلونزا ربما تكون عابرة ولا تشتد وطأتها إلى درجة حدوث مضاعفات جديدة. وبالنسبة للانفلونزا نفسها لا يوجد علاج نوعي، وإنما يوجد علاج للمضاعفات أي علاج عرضي للأعراض، وطبعاً هناك بعض العلاجات الجديدة ضد الفيروس، وثبتت فاعليتها الكبيرة. كذلك هناك مرض آخر ربما سنلقي الضوء عليه وهو مرض الربو أو حساسية الصدر، وإن كان التعبير واحداً، ولكن بعض الناس يعتقد أن حساسية الصدر أخف وأسهل مع أن الأمر هو مجرد اختلاف مسميات. والربو هو عبارة عن مرض تحسسي يصيب إنساناً يكون أصلاً لديه استعداد خلقي بسبب وجود جينات وهو ليس مرضاً معدياً من شخص لآخر إنما ينتقل في نفس العائلة بشكل وراثي أو لأن العائلة يشتركون في العيش في بيئة واحدة معينة تتسبب في التحسس لهؤلاء الأشخاص. إن الربو هو عبارة عن تفاعل من الجسم ضد المحسسات الخارجية في أغلب الأحيان، والمحسسات الخارجية قد تكون بيئية مثل الغبار المنزلي أو حبوب اللقاح أو أصواف الحيوانات أو غيرها أو قد تكون في بعض الأحيان وخاصة لدى الأطفال في بعض المأكولات، ومن المهم في حالات الربو تشخيص الحالة بدقة لأنه يوجد الكثير من المصابين ينتقلون من عيادة لأخرى ويحصل على بعض المسكنات أو شرابات الكحة وأحياناً مضادات حيوية ويبقى التشخيص غير متوافر، ولذلك لا يحصل على العلاج اللازم. والمشكلة الأخرى هي الخوف من التشخيص حيث ان الكثير من المرضى لا يرغب سماع كلمة ربو مع ان الآن أصبح الربو مرضاً ليس خطيراً أو مرضاً عضالاً، وإنما الأدوية متوفرة والمعلومية عن تجنب المحسسات وأخذ العلاج مثله مثل أي مرض مزمن خفيف قابل للمعالجة وليس العلاج لأنه لا يوجد علاج نهائي يقطع التحسس بسبب ان المشكلة تحدث نظراً لوجود الإنسان في بيئته، ولكن توجد معالجة بحيث يعيش الإنسان طبيعياً ويمارس جميع أنشطته وهواياته إذا تمكن من اتباع خطوات بسيطة والتزم بالعلاج الموصوف له. - د. عبدالكريم السويداء: بالنسبة للأمراض الصحية المتفشية في المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة يلاحظ ازدياد مرض الانفلونزا وهذه إحدى المشاكل الأساسية خلال العشرين سنة الأخيرة، وهذا الازدياد إضافة إلى المملكة أيضاً في العالم، كما ان ازدياد الانفلونزا جر وراءه كذلك أمراضاً أخرى كثيرة والسبب الرئيسي في المملكة العربية السعودية تغير النمط الغذائي من النمط الأصلي السعودي إلى النمط الغربي إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة. ومع زيادة الوزن زاد التعرض لأمراض السكر وزيادتها وكذلك ازدياد ارتفاع ضغط الدم كأهم الأمراض. ومن خلال الإحصاءات الأخيرة تبين ان عدد السعوديين المصابين بزيادة الوزن وصل إلى 40- 50٪ ومع زيادة الوزن والسكر وضغط الدم لدى السعوديين سواء من الرجال أوالنساء بدأت تزداد أمراض الكلى. والآن في المملكة العربية السعودية السبب الرئيسي في الفشل الكلوي مرضان مشهوران موجودان في كل أنحاء العالم، هما ارتفاع ضغط الدم وعدم التحكم في مستويات السكر لفترات طويلة، وخلال السنوات الأخيرة بدأ يتضاعف عدد المرضى المصابين ببعض وظائف الكلى وكذلك الزيادة الحادة في الذين يحتاجون إلى عمليات الغسيل الدموي أو الغسيل البريتوني أو زراعة الكلى. وحسب الإحصاءات الأخيرة للمركز السعودي لأمراض الكلى تصل هذه الزيادة بين 10- 15٪ سنوياً، هذه الزيادة تعتبر من أعلى النسب في العالم. ومن أهم الأساسيات هو ان الوقاية خير من العلاج فإذا أردنا ان نتحكم في هذه الزيادة العالية علينا ان نتحكم في المسببات الأساسية وهي توعية العامة عن أهمية الرياضة والغذاء الصحي ومحاولة تشخيص أمراض الضغط وأمراض السكري في المراحل الأولية من هذا المرض واستخدام الأدوية المناسبة سواء لارتفاع ضغط الدم أو السكري والمتابعة المستمرة. هذه ستمنع إن شاء الله الزيادة الحاصلة في هذه الأمراض في المملكة. - د. محمد عرفة: عوداً إلى ما ذكره الدكتور عبدالكريم بالنسبة لأمراض ارتفاع الضغط والسكري وأثر ذلك على الوضع الصحي للإنسان، لا شك ان الملاحظ هنا في المملكة هو ان نسبة التدخين أيضاً لم تكن كالسابق، وفي مقابلة صحفية مع الدكتور توفيق خوجة الأمين العام لمجلس وزراء الصحة في دول الخليج العربي ذكر ان ما يصرف سنوياً على التدخين في المملكة يتجاوز ال 660 مليون ريال وان هذه المبالغ لو حولت إلى قطاعات أخرى فإن الفائدة المرجوة من هذا الأمر تؤدي إلى تناقص أمراض القلب والشرايين لأنه لا يوجد شك لدى أي إنسان الآن ان العوامل المسببة لأمراض القلب بالإضافة إلى ما ذكره الدكتور عبدالكريم ممارسة التدخين وعدم الرياضة وارتباط العاملين مع بعضهما يؤدي إلى تأكسد المواد الضارة في الجسم حتى لو كانت نسبة الكوليسترول جيدة، كما يؤدي إلى ترسب هذه الشرايين، وبالتالي إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين. للأسف في كل أنحاء العالم أصبح هناك وعي كامل بخطورة التدخين وخطورة عدم ممارسة الرياضة وخطورة زيادة الوزن، وهناك أماكن يحارب فيها التدخين بشكل كامل حتى أنه توجد أماكن يمنع فيها التدخين. ونحن مع الأسف على الرغم من وجود ما تسمى بقوانين منع التدخين ووجود تحذيرات في أماكن عامة تجد الكثير غير مبالين بهذه القوانين وعدم تطبيقها. وبالتالي نحن ما لم نكن حريصين على الصحة العامة فالأمراض ستكون في ازدياد بشكل دائم وتؤدي إلى وبائيات كبيرة في أمراض تصلب الشرايين. - د. محمد الحجاج: يحكم تخصصي فإن التدخين لا يقتصر ضرره على أمراض شرايين القلب والسكتة القلبية، وإنما يمتد تأثيره إلى كل أجزاء الجسم تقريباً وكل يوم تظهر بلية جديدة من آثار التدخين ولكن إذا تحدثنا عن الرئتين فإنه بحكم ملاحظنا أنه في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ وجود أمراض لم تكن موجودة في المملكة سابقاً مثل مرض الانسداد الرئوي الذي بدأ يظهر وينتشر ونراه الآن في العيادات الخارجية إضافة إلى ما كنا نراه من قبل. أيضاً سرطانات الرئة بدأت تكثر وتشخص حتى ان هناك حالات شخصت فيها في أعمار حديثة أي في الثلاثينيات، وقبل فترة كان لدينا حالة شخص مصاب بمرض سرطان الرئة بسبب التدخين عمر المريض 35 سنة. وهذا دليل على ان آثار التدخين بدأت الآن، علماً ان التدخين لا تأتي آثاره في يوم أو يومين، وإنما بعد تراكم مسببات السرطان وكيماويات التدخين في الجسم لسنوات عديدة لا تقل عن عشرين سنة. بعدها تبدأ تظهر الآثار المزمنة التي لا يمكن تعديلها حتى لو توقف المدخن عن التدخين. فقط وددت أن أؤكد أن التدخين بدأت تظهر مشاكله الصحية على مجتمعنا بسبب انتشار التدخين وعدم وجود الاهتمام بمكافحة التدخين أو أن الاهتمام موجود وتوجد حملات، لكن لسبب أو لآخر لم تؤد الدور المطلوب منها ولم تنجح اكثر نشاطات مكافحة التدخين في المجتمع. (الرياض): الوقاية خير من العلاج عبارة رددناها كثيراً والبعض يتردد والبعض الآخر يتخوف والآخر متكاسل في محاولة الكشف عن مرض معين.. فكيف أعرف المرض وما دور التثقيف الوقائي بالذات للحد من الأمراض المتفشية؟ - د. محمد عرفة: لاشك أن الوقاية خير من العلاج، لكن عملية الكشف المبكر على الأمراض تأتي على حسب عمر الأنسان وحسب العوامل التي يمكن أن يكون مصاباً بها وتؤدي إلى أمراض أخرى. والانسان الذي يبلغ سن الخمس والثلاثين سنة ولا يشكو من أي شيء يجب عليه اجراء الكشف الكامل لمعرفة مستوى السكر في الدم ومستوى الضغط. والسكر أصبح العامل الاساسي في الكثير من الأمراض فيجب متابعته. بالنسبة للقلب فهناك دراسات تقول انه بعد سن معينة يفضل عمل الجهد القلبي وهو عبارة عن فحص الإنسان الذي يتعرض لجهد غير معتاد، وبالتالي اذا كان هناك أعراض مرضية لا تظهر الا أثناء الجهد، وخطورة وفائدة هذا الأمر يعتمدان على شيئين الأول عوامل الخطورة على الانسان، والثاني هو من الذي يقوم بعمل هذا الفحص، فإذا كان الانسان لديه عامل من العوامل المسببة للمرض سواء كان الضغط أو التدخين أو ارتفاع الوزن أو ارتفاع الدهنيات يجب عليه ان يقوم بعمل فحص بعد سن الأربعين سنة حتى ولو لم يصب بأمراض. واذا أراد الانسان ان يبدأ برنامجاً تدريبياً كالرياضة، وذلك بالاشتراك في أحد البرامج الرياضية في ناد من الأندية أوفي المنزل عليه ان يسأل طبيب القلب وعمل فحص لديه ليعرف ما اذا كان يستطيع ان يمارس الرياضة. نعود الى من يقوم بذلك الفحص للأسف ان عملية قراءة النتائج هي التي تحدد أيضاً مدى أهمية هذا الفحص فليس كل من يقوم بهذا الفحص لديه القدرة على تفسير ما يحدث بعد وأثناء الفحص. وبالتالي يجب عدم الاستعجال في إعطاء المريض التشخيص وعلى سبيل المثال تخطيط القلب فإن اجراءات هذا التخطيط قد تحدث بعض التغييرات التي تحدث للانسان لأي سبب لكن مجرد ان يجد الطبيب بعض هذه التغييرات يعطي المريض صورة مباشرة بأن لديك تصلباً في الشرايين أو لديك أزمة قلبية وبالتالي يجعل الانسان يعيش في ظروف غير طبيعية وهو في الواقع لا يشكو من أي شيء، بل الاستعجال في التشخيص هو السبب في ذلك كله، كما أن اعطاء مصداقية لهذا التشخيص أيضاً هو السبب بينما هو في الواقع أجري على جزئية، وهذه الجزئية نسبة مصداقيتها لاتصل الا إلى 50٪ وهذا الأمر يؤدي إلى عدم الثقة في الطبيب والابتعاد عن الكشف. وعليه إذا كان الانسان لديه أحد العوامل المسببة للمرض فيجب عليه اجراء الكشف المبكر. وعند الكشف على الشخص يجب ان يكون لديه معلومة جيدة يستطيع ان يعطيها للطبيب حتى لا يدخل في دوامة أمراض نفسية. (الرياض): إذاً وما الأمراض التي تنتشر دائماً أيام الحج وما مسبباتها وكيف يمكن الوقاية منها؟ -د. عبدالكريم السويداء: الأمراض التي تكثر في موسم الحج هي التهاب الشعب الهوائية وأمراض ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالإضافة الى الأمراض المزمنة الأخرى ويجب على المصابين الذهاب الى الطبيب لاعطائهم العلاج المناسب. الأمراض التي تحدث أثناء الحج هي التسمم الغذائي لعدة أشخاص بسبب التخزين السيىء للمأكولات كأن يتم تخزين الأكل في جو حار أو عدم الاحتياط أثناء تجهيز الطعام للحجاج. والنزلات المعوية تعتبر من أهم الأمراض التي قد تحدث للحجاج أثناء فترة الحج. وطريقة الوقاية من هذه الأمراض هي مجرد الاهتمام والحذر من مسببات التسمم والأمراض عند تحضير الطعام واستخدام المأكولات الطازجة وعدم تخزين الأكل إلا بعد اتباع الطرق السليمة في التخزين والتأكد من صحة وسلامة الأشخاص الذين يقومون بتحضير الطعام للحجاج أو الأشراف عليه. الكثير من الناس بحكم ان فرائض الحج فيها إجهاد كبير، وهذا الاجهاد يسحب معه نقصاً في سوائل الجسم التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل بعض أمراض القلب أو أمراض الكلى، فيجب على الحاج تناول كميات معقولة من السوائل التي يحتاجها الجسم. عادة ننصح جميع المرضى أو حتى الأصحاء بتجنب الازدحام في فترة الذروة لأن في مثل هذا الازدحام يكثر احتمال انتقال الأمراض أو تنتشر بسرعة وسهولة ومعظمها الأمراض التي تؤثر على الجهاز التنفسي وعلى الحاج اختيار الأوقات التي يكون فيها الازدحام أقل وأداء اركان الحج وشعائره بسهولة وسلامة دون اجهاد للجسم أو للآخرين من مرضى السكر أو الضغط أو الأمراض المزمنة. - د. محمد الحجاج: إن الحج تجمع عالمي كبير وحشد عدد كبير من الناس في مكان محدد ووقت محدد، وهذا يمهد لانتقال العدوى التنفسية خصوصاً بين الحجاج، وإذا كنا نتحدث عن الماضي عندما كان الحج في موسم الصيف كثرت ضربات الشمس والجفاف، أما الآن في موسم الطقس البارد ربما تكون أمراض الجهاز التنفسي هي الأكثر وكذلك الالتهاب الرؤي والأزمات الربوية والانفلونزا كما ذكرت سابقاً. وطبعاً من المهم لاحتياط والوقاية واجتناب الازدحام كما تفضل زميلي الدكتور. هناك نصائح حول الاضطرار إلى الدخول في ازدحام منها وضع الكمامة، وإن كان بعض الناس يتحرج منها إلا أنني أعتقد أنها مفيدة جداً وهي كمامة طبية توضع على الفم والأنف في وقت الازدحام مما يفيد كثيراً في منع انتقال العدوى وأيضاً كما ذكرت قبل قليل فإن تناول لقاح الانفلونزا يفيد كثيراً في الحد من الإصابة وكذلك المبادرة بالعلاج عند حدوث العدوى والالتهاب وبداية الأعراض حتى لا تتطور الحالة وتمتد وتسبب مضاعفات أخرى. بالنسبة للمرضى المصابين بالربو فأولاً قبل الذهاب إلى الحج أنصح كل مريض لديه حساسية في الصدر أو مرض ربوي مراجعة طبيبه والتأكد من استقرار الحالجة الصحية وأخذ العلاجات بانتظام وحمل العلاج الكافي أثناء الحج لأن الكثير من المرضى يقطع العلاج ولا يجده أثناء الحج بسبب عدم حمل العلاج الكافي. أيضاً من الضروري أخذ التعليمات من الطبيب عند وجود زيادة في الحالة الربوية وما الخطوات التي ينبغي للمريض اتباعها طبعاً هناك تعليمات للمرضى بزيادة جرعات الأدوية، كما أن هناك مشكلة أخرى تكثر في الحج وهي الالتهاب الرئوي والذي ربما يحدث بسبب حدوث اتهاب بكتيري في نسيج الرئة قد يكون بسبب نقص المناعة والجهد الزائد، وهذا يتطلب سرعة المبادرة لأخذ علاج المصادات الحيوية في المستشفيات الموجودة في المناسك والمشاعر. - د. محمد عرفة: تأكيداً على ما ذكره الزملاء حول موضوع استخدام علاجات خاصة بأمراض الحج هناك أدوية خاصة بالقلب والشرايين وتخثر الدم وإيقافها لمدة أربع وعشرين إلى ثمان وأربعين ساعة يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة، ومثال ذلك الإنسان الذي يعاني من صمامات القلب وسبق له التغيير بصمام معدني، هذه الإنسان يلزم يومياً بأخذ مادة مسيلة وتأخر العلاج لأكثر من يوم يمكن أن يؤدي إلى إصابة هذا الصمام بالتخثر أو إيقافه عن عمله أو إلى مضاعفات كبيرة، أيضاً بالنسبة لاستعمال أدوية الضغط فمن المعروف أن الأدوية في أغلبها تؤخذ مرة واحدة في اليوم، حيث أن تطور العلاج أدى إلى تقليص عدد مرات الاستعمال. لكن كذلك أخذها في وقتها يؤدي إلى عدم ارتفاع الضغط، بينما تأخير أخذ العلاج عن وقته يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ وقد يؤدي أيضاً إلى هبوط مفاجئ في القلب أو إلى مضاعفات أخرى. أيضاً الأدوية الموسعة للشرايين عندما يعاني الإنسان من ذبحات صدرية سواء كانت طارئة أو موجودة أصلاً لدى المريض استعمالها هذه الأدوية عند اللزوم أمر مهم جداً، وذلك بتناول حبة تحت اللسان عندما يشعر هذا المريض أن هناك آلام ذبحة صدرية مما يخفف هذه الآلام الذبحية، كذلك استخدام المضاد الحيوي عند اللزوم لأي طارئ يطرأ على الإنسان سواء كان مصاباً بصمامات القلب أو تشوهات خلقية فيه. هذه الأمور مهمة جداً يجب على الحاج أن يدركها ووجوب استعمال الأدوية في أوقاتها حتى يحافظ على سلامته أثناء الحج، ومن مشاهداتي خلال مواسم الحج السابقة، وبالتحديد في إحدى الحملات أن الحاج قد يترك العلاج في مخيم ما وينتقل إلى الآخر دونه، وهذا خطأ يجب عليه أن يصحب معه الأدوية في أي موقع في المشاعر سواء كان في منى أو مزدلفة وخاصة الأدوية التي تؤخذ عند اللزوم وعند الطوائ. - د. عبدالكريم السويداء: إضافة إلى ما ذكر الدكتور محمد الحجاج والدكتور محمد عرفة إن الاجهاد في الحج لأن معظم الناس الذين يحجون ليسوا أشخاصاً قادرين على بذل مجهود كبير خلال فترة قصيرة، فتجدهم مثلاً يوم 9 من ذي الحجة يذهب إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ومنها مشياً على الأقدام بين طواف الإفاضة ثم يعود إلى منى وخلال هذه الفترة القصيرة تجد الشخص الذي لم يكن يمارس الرياضة بشكل منتظم ومستمر أجهد نفسه كثيراً، حيث لا يستطيع جسمه تحمل ذلك، وهذا له تأثيرات جانبية كبيرة أولاً التأثير على عضلات الجسم التي ليس لديها القوة والطاقة حتى تقوم بهذا المجهود الكبير خلال فترة قصيرة وقد يؤدي هذا الأمر إلى إجهاد جميع أعضاء الجسم بما فيها الكلى الذي يمكن أن يصاب بفشل حاد ويتعب المريض، هذا إذا كان الشخص ليس مصاباً بأمراض سابقة وجهد نفسه، أما إذا كان جهد نفسه وهو مصاب أصلاً بأمراض مثل الربو أو أمراض القلب أو السكر وفجأة خلال أربع وعشرين ساعة بذل كل ما لديه من جهد هنا تصبح المصيبة أكثر.. الحمد لله إن الإسلام يسر وطرق النقل ووسائله متوفرة فيجب عدم اجهاد الجسم بشكل مباشر والابتعاد عن فترات الذروة والازدحام. وعلى الإنسان الحاج أن يرتاح إذا شعر بالاجهاد أو التعب وأن يوزع الجهد على أيام الحج. - د. محمد الحجاج: أنا أود أن أضيف ملاحظة أخرى وظاهرة تحدث في السفر عموماً والحج جزء منه وهي مشكلة الاسهال الذي قد لا يكون بسب تسمم غذائي كامل فيكون هناك قيء واسهال شديد، لكن حالات الاسهال تحدث مشكلة للحاج وتعيقه عن أداء المناسك وقد تتطور إلى مضاعفات، وهي تحدث لأسباب كثيرة أحدها مجرد اختلاف نوعية الأكل واختلاف الروتين اليومي للحاج وقد تحدث بسبب تناول أطعمة ملوثة بدرجة بسيطة لا تصل إلى درجة التسمم. وفي هذه الحالة أنصح بأنه عند حدوث الاسهال يجب الاقتصار على السوائل والاكثار منها مثل الماء والعصيرات وربما الزبادي واللبن وبعض السوائل والشوربات الخفيفة والابتعاد عن اللحوم والأكلات الثقيلة، والملاحظة الثانية هي أن هناك أدوية تساعد على التخفيف من الاسهال وهي موجودة في الصيدليات ويمكن أخذها حتى كوقاية إذا كان الإنسان معتاداً على الإصابة بالاسهال أو يتوقعه أو أخذها بعد الإصابة. وفي حالة عدم توقف الاسهال وزيادته عن الحد إلى أن يصل إلى حد الجفاف هنا يجب أخذ الاستشارة الطبية على وجه السرعة. «الرياض»: بعض المصابين بالأمراض المزمنة ألا ترون ضرورة وجود تقرير طبي خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يمكن أن يقع أي منهم في أي مكان.. ألا يساعد هذا التقرير في وقاية الإنسان من تفاقم الحاجة سواء كان مريض قلب أو مريض كلى أو نحو ذلك؟ - د. محمد عرفة: لا شك أن وجود تقرير أو ما يشير إلى مرض الشخص سواء كان تقريراً بشكل مفصل أو حتى أحياناً حلقة توضع في اليد أو بطاقة تعريفية صغيرة ضمن الأشياء التي يحملها الشخص الحاج، هذه البطاقة تبين أن هذا الشخص مصاب بالسكري أو بالقلب أو انه يتعاطى الانسولين بسبب السكر، لأن هبوط السكر المفاجئ يؤدي أحياناً إلى الغيبوبة، وخاصة في حالات الاجهاد التي ذكرها الزملاء والتي تؤدي أيضاً تناقص أشياء كثيرة أساسية. والإنسان المصاب بأمراض مزمنة قد يكون في أمس الحاجة في ذلك الوقت إلى ما يشير إلى ما هو مصاب به وبالذات الأمراض التي ذكرت سواء كانت أمراض القلب أو أمراض السكر أو ارتفاع ضغط الدم. - د. محمد الحجاج: يوجد اجراء يشير إلى ما ذكر على شكل سوار مما ينبه إلى أن جميع المرضى بالأمراض المزمنة يجب أن يكونوا على دراية كاملة بمشاكلهم الصحية. وللاسف الشديد نجد أن المريض بارتفاع ضغط الدم ويتعاطى ثلاثة أنواع من الأدوية وتسأله عن أحد هذه الأدوية ولا يعرف شيئاً منها، وهذه مشكلة صحية توعوية ضروري أن يعرفها الإنسان. - د. عبدالكريم السويداء: واحد من أصعب الأشياء على الجهاز الطبي عندما يأتي المريض إلى الطبيب لطلب المساعدة الطبية الصحية هو معرفة التاريخ الصحي لهذا المريض فإذا كان هناك تقرير على الأقل مختصر فيه الأمور الأساسية التي يعاني منها وليس شرطاً كل الوضع الصحي للمريض، لكن على سبيل المثال المريض الذي يعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض الكلى كالفشل أو التهاب مزمن في المفاصل، هذا التعريف المبسط يساعد كثيراً الجهاز الطبي. وكما تفضل الدكتوران محمد عرفة ومحمد الحجاج فإن هبوط مستوى السكر علاجه سهل جداً مجرد أن تعطي الشخص المصاب شيئاً فيه السكر سواء عن طريق الفم أو عن طريق الوريد. ويمكن للمسعفين الذين يسعفون الناس في الهلال الأحمر تشخيص هذا الشيء بسهولة إذا كانوا يعرفون أن هذا الشخص مصاب بمرض السكر. لكن ما يحدث هو انه يأتي مريض ولا يعرف تفاصيل مرضه بسبب انه في حالة تعب شديد ويبقى مثل هذا المريض لغزاً للأطباء وعليهم أن يعرفوا الوضع الصحي له خلال ثلاثين أو أربعين سنة أو خمسين سنة ويستمر الوضع من صعب إلى أصعب كما تجد مريضاً حتى لا يتكلم اللغة العربية، وقد تكون كطبيب أمام وضع صحي بسيط وسهل، ولكن لعدم وجود طريقة للتفاهم مع مثل هذا المريض مما يتأخر معه تشخيص الحالة. وأرى أن يكون الأطباء الذين يتابعون الأحوال الصحية للحجاج يتحدثون اللغتين العربية والإنجليزية حتى تسهل المفاهمة بينهم وبين الحجاج القادمين من أفريقيا أو شرق وجنوب آسيا. وبهذا يستطيع الحجاج أن يؤدوا الفريضة بيسر وسهولة من الناحية الصحية. - د. محمد عرفة: نؤكد على موضوع وعي المريض بالأدوية التي يستعملها وهناك عدة مركبات فالمريض المصاب بالأمراض المزمنة قد يجد معه على الأقل خمسة أنواع إلى عشرة أنواع من الأدوية فلا بد أن يكون مع المريض القليل من الوعي على الأقل في الأدوية التي يتناولها. «الرياض»: بعد حضور الحجاج من شرق آسيا البعض يتخوف من انتقال مرض انفلونزا الطيور فبماذا توصون؟ - د. محمد الحجاج: نطمئن الناس انه لا توجد مشكلة قائمة حالياً بسبب انه حتى الآن لم يثبت انتقال العدوى من شخص إلى آخر. وحتى في حالة انتقال العدوى من الدواجن إلى الإنسان يعتبر نادراً بسبب وجود مئات الآلاف من الطيور المصابة مقابل 120 شخصاً مصاباً فقط في كل الدول التي انتشر فيها. وقد كان هناك اشتباه في حالتين لانتقال العدوى من انسان إلى انسان ولم يتم التأكد منهما حتى الآن، ولذلك أطمئن الحجاج المتواجدين في مكةالمكرمة وفي الأماكن المقدسة انه الحمدلله حتى الآن الوضع مطمئن ولا توجد أي خطورة أو مشكلة على الحاج من هذه الناحية بالذات. وزارة الصحة حسب معرفتي لديها خطة متكاملة مكتوبة وموزعة على جميع منافذ المملكة وعلى جميع القطاعات الطبية التي لها علاقة بالحج في حالة - لا قدر الله - إمكانية أو وجود شيء من هذا القبيل لديها طريقة لاحتواء المشكلة والسيطرة عليها في وقتها. التوصيات - د. محمد عرفة: بداية أوصي بضرورة معرفة المريض أو معرفة الحاج القادم الى المملكة العربية السعودية بأهمية مصاحبته للأدوية معه إضافة الى تقرير مختصر عن حالته بحيث لا تكون هناك مشكلة في مواجهة ما يصيبه أثناء الحج، وجود طبيب الحملة وضرورة معرفته بأهمية الاطلاع على تقارير المصاحبين معه في الحملة حتى يكون على علم باهتمام المريض بأخذ الأدوية في مواعيدها وحثه على الابتعاد عن أماكن الازدحام واختيار الأوقات المناسبة لأداء شعائر الحج. والابتعاد عن الاجهاد المتواصل الذي يؤدي إلى فقد السوائل والإصابة في بعض أعضاء الجسم، مراعاة الآداب العامة التي وصى عليها الرسول عليه الصلاة والسلام والدين الحنيف بأن الدين يسر ويجب على الانسان ان يأخذ الأمور بيسر. - د. محمد الحجاج: أضيف في توصيتي ضرورة مراجعة مرضى الأمراض المزمنة للطبيب قبيل فترة الحج للتأكد من استقرار الحالة الصحية لهم وأن يأخذوا العلاج الموصوف لهم بطريقة صحيحة واستمرارية وأخذ كمية كافية من الأدوية خلال فترة الحج وزيادة على ذلك.الشيء الثاني هو أخذ التطعيمات واللقاحات ما قبل الحج وهي لقاح الحمى الشوكية الرباعي ولقاح الانفلونزا. الأمر الثالث هو الوقاية دائماً خير من العلاج فيجب الاهتمام بالأكل والحرص والابتعاد عن الازدحام والاهتمام بالنظافة العامة الشخصية. وفي حالة حدوث مشكلة صحية تجب المبادرة لأخذ الاستشارة الطبية حتى لا تستفحل المشكلة ويصعب علاجها. - د. عبدالكريم السويداء: أود التنويه بدور وزارة الصحة في المحافظة على الصحة العامة للحجيج، ففي كل المشاعر المقدسة توجد مراكز صحية كثيرة أنشئت ومجهزة سواء من ناحية التجهيزات المختبرية أو الأطباء.وعلى الحاج في حالة ملاحظة أي تغير في الوضع الصحي سرعة مراجعة الطبيب لأن معظم الأشياء علاجها في المراحل الأولية سهل، لكن التأخير يفاقم المشكلة. - د. محمد الحجاج: أعتقد أنه يمكن أن يكون من المناسب ان الحاج اذا كان لديه حالة صحية يجب أن يحتفظ بأرقام تليفونات الاستشارة الطبية للطبيب الخاص، وهذه مهمة لأن الطبيب الخاص هو الأقدر أو طبيب الحالة التي هو عليها يكون هو الأقدر على معرفة المشكلة وقدرته على إعطاء النصيحة الطبية وطريقة علاجية مهمة فأعتقد أنه يجب أن ينصح كل مريض بأن يحتفظ بأرقام تليفونات طبيبه أو الأطباء الذين يتعامل معهم في حالاته الصحية خصوصاً إذا كانت حالات حرجة. - د. محمد عرفة: هناك معلومة دقيقة على شكل سوار يوضع في معصم الحاج أو على رقبة الحاجة على شكل حلقة. هذه تساعد كثيراً في معلومات عن الأمراض التي يمكن علاجها بشكل سريع كما ذكرنا عن مرض السكر وهبوط السكر المفاجئ، وبالتالي هذه المعلومات من السهولة وضعها وهي غير مكلفة ويمكن ان تنقذ حياة الشخص بإذن الله تعالى.