لا أستطيع أن أتخيلك عزيزي القارئ إلا وأنت أمام شاشة التلفاز، إما انتظاراً لمسلسل معين أو أنك قررت استغلال وقتك الثمين في فترة الإعلانات التجارية ما بين المسلسلات في تصفح الجريدة، أو أنك تقرأ سطراً واحداً من هذا المقال ثم ترفع رأسك لتقلب بجهاز الريموت على المحطات الممتلئة بكل أنواع المسلسلات الرمضانية، فهذا شهر رمضان.. شهر التحديق في شاشة التلفزيون. لكن هل يوجد أشخاص معينون يشاهدون التلفزيون في الأوقات الطبيعية ويبتعدون عنه في رمضان؟. أعتقد أن من يتوقف عن مشاهدة المسلسلات بكل أنواعها في رمضان هم صناعها، وكل من يشتغل في الوسط الفني، من كتاب ومخرجين وممثلين وكل أفراد مجتمع الوسط الفني، وقد يكون اعتقادي هذا خاطئا، لكني لا أعتقد بأن هناك شخصاً طبيعياً "متورطاً" في اللعبة الدرامية السعودية، وبعد كل ذلك ينتظر ليشاهد مسلسله، أعتقد بأنه يكفي فقط أن يجلس وسط موقع التصوير ليشعر بمدى سوء ما تم صنعه. لذلك أنا أقترح على بعض القنوات المتخصصة في استقطاب الأعمال التلفزيونية والسينمائية الأجنبية، ك: "mbc2" و"mbc4 " ودبي "one"، بأن تعرض في شهر رمضان أفلاماً عالمية تقدم دروساً تعليمية خاصة للفنانين السعوديين، طالما أنهم في سبات وإجازة فنية، وطالما أيضاً أن هذه القنوات لا تجذب المشاهدين العرب في رمضان ولا تقدم برامج جديدة أجنبية لجدولة عروضهم الرمضانية، وهي فرصة جيدة أيضاً لبعض شركات الإنتاج و"المحتكرين" بتقديم إعلاناتهم على هذه القنوات في شهر رمضان لمعرفتهم بالجمهور المستهدف جيداً، فالكل الآن رابح، وعسى أن يستفيد الفنانون السعوديون من هذه الدروس المجانية الثمينة، وعسى أن تدرك عقولهم ما يعرض في الشاشة من روائع فنية، وأول درس يجب أن يستوعبه صناع الكوميديا في السعودية هو أن المؤثرات الصوتية التي تصاحب كل تعبير أو مشهد كوميدي يقوم به الممثل، كسقوط الممثل أو تقليده لبعض الأصوات، أمر غير مضحك على الإطلاق.