عندما يهل رمضان فإن المشاعر الإيمانية تستحل نفوس المسلمين في كل أنحاء المعمورة ولكن الشعراء يصورون بأبياتهم روحانية هذا الشهر الكريم وفرحتهم بقدومه عليهم ، وهذه بعض الابيات التى يزف بها الشعراء شهر رمضان الكريم: يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي قلت والناس يرقيون هلالا يشبه الصب من نحافة جسمه من يكن صائما فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمه ويقول الشاعر الجزائري محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان املأ الدنيا شعاعا أيها النور الحبيب قد طغا الناس عليها وهو كالليل رهيب فترامت في الدياجي ومضت لا تستجيب ذكّر الناس عهودا هي من خير العهود يوم كان الصوم معنى للتسامي والصعود ينشر الرحمة في الأرض على هذا الوجود ويقول محمود حسن إسماعيل مرحبا بشهر الصيام أضيف أنت حل على الأنام وأقسم أن يحيا بالصيام قطعت الدهر جوابا وفيا يعود مزاره في كل عام تخيم لا يحد حماك ركن فكل الأرض مهد للخيام نسخت شعائر الضيفان لما قنعت من الضيافة بالمقام ورحت تسد للأجواد شرعا من الإحسان علوي النظام بأن الجود حرمان وزهد أعز من الشراب أو الطعام ويصور مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه فيقول جعلت الناس في وقت المغيب عبيد ندائك العاتي الرهيب كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم ، تلفَّت للطبيب وأتلعت الرقاب بهم فلاحوا كركبان على بلد غريب عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضنى جنوب وفي رمضان تتجه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان وفي ذلك يقول الشاعر مصطفى حمام حدِّثونا عن راحة القيد فيه حدثونا عن نعمة الحرمان هو للناس قاهر دون قهر وهو سلطانهم بلا سلطان قال جوعوا نهاركم فأطاعوا خشعا يلهجون بالشكران إن أيامك الثلاثين تمضي كلذيذ الأحلام للوسنان كلما سرني قدومك أشجا ني نذير الفراق والهجران وستأتي بعد النوى ثم تأتي يا ترى هل لنا لقاء ثان أما الشاعرة علية الجعار فكانت من أكثر الشاعرات احتفاء بشهر رمضان ففي ديوانها ابنة الإسلام نجد مقطوعة شعرية بعنوان رمضان وإن هل بالنور شهر الصيام يجود به الله في كل عام وصمنا له طاعة في النهار وقمنا له خشّعا في الظلام