أقامت التشكيلية المغربية وفاء الهضيبي معرضها الشخصي الأول بصالة بيت التشكيليين بمركز الجمجوم التجاري بمدينة جدة، والذي افتتحه البروفيسور زغلول راغب محمد النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، وقد احتوى المعرض على 26عملاً تشكيلياً جسدت فيه وفاء الكون برؤيتها الخاصة، التي تأتي في إطار تجربتها الفنية وبحثها الدائم نحو توظيف الفكرة والرؤية الفلسفية في العمل الفني. تقول وفاء: "من خلال أعمالي أرى العالم بأنه يدور في دوائر لولبية، وهذه الدوائر اللولبية، لا تنتهي وكأنها مغلقة وليست مغلقة، مثال الكعبة المشرفة أثناء الطواف أشكال دائرية تدور حول الكعبة المشرفة، الصفاء والمروة شكل لولبي مستطيل في دوران لانهائي، سبعة أشواط لا تنتهي تتصاعد إلى السماء لتحفظ لك إلى يوم لا ندري متى.. حتى الكون.. حتى الإنسان.. العين لاتشبه العين الأخرى وأن بدتا لك متشابهتين.. حتى أصابع اليدين.. كل شىء مختلف". وقد سجل البروفيسور النجار بعد أن جال بالمعرض كلمة قال فيها: "تقوم التشكيلية المغربية السيدة وفاء الهضيبي برسم عدد من اللوحات التعبيرية، مستخدمة النقط، والدوائر اللوبية على الأوراق المفضضة، أو المذهبة، وهذا هو أسلوبها الجديد في الزخرفة الإسلامية بعد أن استخدمت من قبل في رسم لوحاتها الفنية المعبرة، كل من الورق والشمع والألوان المائية أو الزيتية، ثم استخدمت الجلود الطبيعية وعدداً من المواد الشعبية كالحناء وبعض الأصباغ النباتية والمعدنية الأخرى بأسلوب فريد من نوعه. وهذه الأعمال الفنية الفريدة لهذه الفنانة العربية المسلمة القديرة تنطلق من التعبير الصادق عن الحركة في الكون، فجميع مكونات الكون مكورة، الأرض، القمر، الشمس، الكواكب، النجوم، وغيرها، وجميع هذه المكونات تتحرك في أشكال لولبية حلزونية لافة. من هنا كان تركيز الأخت الفاضلة الفنانة وفاء الهضيبي في رسوماتها التشكيلية المبدعة على كل من النقطة والشكلين الدائري واللوبي توافقاً مع البناء الرباني للكون، فهي تضع في مركز كل لوحة من لوحاتها المبدعة نقطة ملونة ولامعة داخل دائرة من الدوائر اللولبية المتصاعدة أو النازلة، تمثيلاً لخلق الكون من نقطة واحدة. من هنا انطلقت أعمال الفنانة المغربية السيدة وفاء الهضيبي من منطلق التعبير عن الكون في بنائه وهدمه، ومن منطلق الحياة في ازدهارها وانهيارها، ومزجت بين الزخرفة الهندسية البديعة، والألوان الزاهية الرائعة في تشكيلات فائقة الجمال والبهاء، يزيدها جمالاً وبهاءٍ روعة التذهيب والتفضيض بكل من الذهب والفضة للتعبير عما يختلج في قلبها وعقلها من نظر إلى بديع صنع الله في الكون ومكوناته، وما تحاول نقله إلى مشاهدي فنها من معاني الحب لله تعالى الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته.