@@ أسوأ ما في العلاقات الدولية.. @@ ان بعض الدول تعتنق مبدأ ( لا عداءات دائمة.. كما انه لا صداقات دائمة).. بينها وبين سائر دول العالم.. @@ فالأعداء - مع الأيام - قد يصبحون أصدقاء.. @@ اما الأصدقاء.. فقد يفاجأون ذات صباح بأن هذا الصديق قد تخلى عنهم.. وتركهم في العراء.. @@ وقد يكون الامر اكثر سوءاً.. عندما يتحول هذا الصديق إلى عدو.. ويعمل بكل الطرق والوسائل على تقويض أمنك.. وسلامتك.. وكيانك.. ايضا.. @@ والشواهد كثيرة في التاريخ المعاصر.. لتغير نمط العلاقات بين بعض دول العالم من النقيض إلى النقيض.. @@ وهي شواهد تضاعف مسؤولية الدول في تعزيز قوتها الذاتية.. وبناء نفسها من الداخل.. وعدم الاعتماد الكلي على أي طرف خارجي مهما بلغت اهميته.. او قوته.. او مصداقيته.. @@ كما تعزز التوجه نحو اعتماد الدولة على سياسة خارجية تؤمن بتوسيع دائرة علاقاتها ومصالحها مع مختلف دول العالم بدل الارتهان لدولة واحدة.. او منظومة دولية واحدة.. او طرف واحد دون غيره.. @@ ذلك ان هذا التنوع في العلاقات من شأنه ان يكسر حاجز الاحتكار السياسي.. ويمنع الاستغلال والابتزاز والضغوط بأشكالها المختلفة.. ويوفر البدائل الجاهزة لتأمين السلامة الوطنية عند وقوع أي إشكال بين أي دولتين صديقتين.. تغيرت بهما الحال.. وتباعدت المواقف.. وتعارضت المصالح.. @@ أقول هذا وانا أتابع مجريات الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم الآن.. وتعود بي الذاكرة أيضا إلى سنوات خلت.. إلى اوضاع تغيرت..والى علاقات راسخة نُسفت من جذورها.. واختفى بفعلها الكثير من الاصدقاء الحميميين.. وقفز إلى صدارة المسرح أُناس.. او أطراف.. او دول.. كانوا بالامس في عداد الأعداء.. والموصوفين بأقذع الأوصاف.. @@ والا فكيف يتحول (الارهابي) إلى طرف مسالم.. ويصبح المعتدل.. والمتوازن (خصما) ويختفي من خارطة الدنيا أصدقاء حقيقيون بعد ان تخلى عنهم أولئك الأصدقاء التاريخيون؟ @@ حدث هذا .. لأن موازين المصالح.. ومنطق الصداقات.. قد تغيرا.. وأصبح المقياس الحقيقي للتعاون.. والتفاهم .. والتوافق هو الانقلاب على تلك الصداقات التقليدية.. والتأسيس لصداقات جديدة تضمن ديمومة مصالحهم لفترة إضافية من الزمن في المنطقة أو الإقليم.. @@ وبقدر ما في هذا التغير من سوء بقدر ما فيه من (هزة) تفتح عيون الدول والشعوب على مكامن الخطر وتدفعها إلى إعادة صياغة سياساتها وتوجهاتها بما يكفل سلامتها..ويحول دون تعريضها للاهتزازات المتوالية أو يجعلها (رهينة) أبدية لسياسات غير آمنة وغير مطمئنة وغير مستقرة.. @@ لقد سقط الكثير من الدول.. @@ واختفى الكثير من الرؤوس الضخمة.. @@ وتغير الكثير والكثير من التحالفات الإستراتيجية، وعلينا وعلى دول المنطقة ان تُعيد صياغة تحالفاتها.. وصداقاتها.. وعداواتها من جديد وعلى أسس جديدة قاعدتها الأولى هي (انه لاعداوة دائمة ولا صداقة دائمة أيضا).. @@@ ضمير مستتر : @@(حتى على مستوى الأفراد.. فإن الأعداء قد يتحولون إلى أصدقاء.. والأصدقاء قد يصبحون أعداء في أي لحظة).