بعد سنوات طويلة قضاها في السجن خرج ألتون لوغان وهو يردد "كنت أقول أنني بريء منذ ست وعشرين سنة". وكان قد حكم على لوغان بالسجن بعد إدانته خطأ في جريمة قتل، لأن محاميين رفضا الإفصاح عن الدليل الوحيد على براءته طوال هذه المدة، وفضل المحاميان ديل كوفنتري وجامي كونز الوفاء بحقوق القاتل على تخليص مواطن بريء من السجن. كان لوغان في منتصف العشرينات من العمر عندما أدين بقتل حارسين خلال عملية النهب التي تعرض لها أحد مطاعم ماكدونالدز بشيكاغو في عام 1982.وكان المحاميان كوفنتري وكونز يدركان بصورة مؤكدة أن القاتل هو موكلهما أندريو ويلسون، بعد اعترافه الواضح أمامهما بأنه المجرم الحقيقي، ويقول كوفنتري "لم يراود الشك أيا منا في ذلك!". وكان إدغار هوب، شريك ويلسون في جريمة النهب، قد أسر لكل منهما بأن ويلسون هو القاتل، وفي النهاية أدين هوب على مشاركته في الجريمة، لكنه رفض فيما بعد الشهادة لصالح لوغان، وعندما واجه كوفنتري وكونز ويلسون في السجن ابتسم وقال لهما "نعم أنا القاتل"، ولم يشعر بمجرد تأنيب ضمير على أن شخصاً آخر بريء أدين بدلا عنه، ولكن كوفنتري وكونز، التزاما بحق العميل على المحامي، لم يكونا في وضع أخلاقي يسمح لهما بالشهادة ضد ويلسون، الذي كانا يدافعان عنه، في جريمة أخرى قتل فيها شرطيان بمدينة شيكاغو، وفي نهاية الأمر نال ويلسون حكما بالسجن مدى الحياة بسبب الجريمة الأخيرة، واكتفى المحاميان بالتوقيع على شهادة خطية باعتراف ويلسون، ثم طلبا منه السماح لهما بإعلانها بعد موته. وفي هذه الأثناء صدر الحكم على لوغان بالسجن مدى الحياة بناء على أقوال الشهود مع عدم وجود أي دليل مادي على وجوده في مكان الحادث، ولأن المحاميان لم يكشفا عن اعتراف ويلسون، لم يتمكن لوغان الذي سجن خطأ من تشييع والدته أو حضور دفنها، إلا أنه مع ذلك "لم يفقد الأمل طوال فترة السجن"، حسب قوله. وفي شهر يناير الماضي توفي ويلسون في السجن، وكشف كوفنتري وكونز الشهادة الخطية التي ائتمنهما عليها، وأعيدت محاكمة لوغان من جديد، وصدر حكم ببراءته في نهاية الأمر، وقال بعد صدور الحكم "أشعر بسعادة غامرة"، بعد 26عاماً خلف القضبان، أود الخروج من جحيم السجن إلى أبعد مكان ممكن، كان على هؤلاء المحاميين الإفصاح عن تلك الشهادة، ولكنهما للأسف لم يفعلاً! لا أستطيع فهم أن يعرف الإنسان الحق، ويكتمه مع علمه بما يترتب على هذا الكتمان، هل العمل أكثر أهمية من حياة شخص بريء يعيش خلف القضبان؟". ويمضي لوغان قائلاً في حسرة "فقدت كل الأشياء العزيزة في حياتي، كان القضاة سريعين في إدانتي.. لكنهم تأخروا في تصحيح خطئهم، كل ما كنت أحتاج إليه هو الصدق!".