لم يتوقع الكاتب والقاص السوري سامر أنور الشمالي من مدينة حمص "وسط سوريا" والمقعد منذ ولادته أن يكون الفائز بالمرتبة الأولى بجائزة الدكتور نبيل طعمة الإبداعية للقصة القصيرة (الدورة الأولى) وقدرها أربعمائة ألف ليرة سورية حوالي (8000) ثمانية آلاف دولار أمريكي، والمفاجأة أن الرجل المُقعد منذ الولادة لم يدخل المدرسة في حياته بسبب ظروفه الصحية واكتفى بالاعتماد على نفسه من خلال طرق خاصة لتعلم الكتابة والقراءة واستطاع من خلال أدواته وملكاته الفكرية والمعرفية التي تشكلت لديه بالمواجهة والإصرار وأن يحلق في كتابة القصة القصيرة وأدب الأطفال والنقد الأدبي ويصدر عدداً من المجموعات الإبداعية في فن القصة القصيرة وغيرها، ويقول الشمالي للرياض :التاريخ يتحرك على قدمين وإنا أتحرك على عكازين والحمد لله لدي مكتب صغير فيه مكتبة خاصة متواضعة وامضي جل وقتي بالمطالعة والكتابة لأنني لااستطيع القيام بأي عمل آخر، ويضيف لم أكن راغبا بالمشاركة من قبل في المسابقات الأدبية التي يعلن عنها لكي لاأحصل على تنويه من باب المجاملة لان الكُتاب غير المشهورين يضعونهم دائما مع الأسف في دوائر ضيقة حتى لو اكتشفوا أنهم مبدعين "عالم غريب وعجيب" وعلل الشمالي سبب مشاركته بهذه المسابقة بأنه نوع من التحدي لأفكاره وأدواته ونفسه وقال :الحمد لله وفقت وحصلت مجموعتي القصصية (الساعة الآن) على المركز الأول بعد تنافس بين خمسين مشاركا من مختلف الدول العربية والمجموعة تتحدث عن لوحات كوميديا ساخرة بعيدا عن الأجواء التقليدية والنمطية وفي كل لوحاتي التي كتبتها لم أكن أقصد أن أضايق أحدا وقدمت رؤيتي السردية مفعمة وممزوجة بالهم السياسي والإنساني والاجتماعي والعلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة من خلال ايمائيات متجسدة في حياتنا اليومية، وبين الشمالي بان ماهية الإبداع تتجلى بجذوة الإبداع وان الكتابة الشخصية مرآة القلوب التي تلون كل أنواع الصور والمحطات في حياة الإنسان، ولفت الشمالي في نهاية حديثه الى أهمية دور المؤسسات الثقافية الأهلية في تنشيط المسرح الثقافي وتشجيع ورعاية المبدعين إضافة الى رعاية الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الجدير بالذكر أن الجائزة هي ثمرة تعاون بين اتحاد الكتاب العرب ودار الشرق للطباعة والنشر، وان لجنة تحكيم الجائزة شكلت من أهم المثقفين السوريين وهم الدكتور عبد الكريم الاشتر والروائي وليد إخلاصي والدكتورة ناديا خوست والروائي خيري الذهبي والروائي الناقد محمود منقذ الهاشمي وان الدورة الثانية من الجائزة في العام المقبل ستخصص للإبداعات الشعرية العربية .