ارتبطت فلاحة الأرض ب (الفلاح).. يشقها.. ويبذرها.. ويسقيها ويرويها بعرقه وكدِّه.. فتورق خيراً. ومهما ابتعد الإنسان عن أمه (الأرض) فإنَّها الوفيَّة.. ما أن يعود إليها تائباً من جحوده حتى يجدها به حفية، وعليه سخيَّة، تغمره بخيرها الوفير.. وقد أفلح من عرف فضل الأرض، وما استعلى عليها.. لأن نسيجه منها.. وسعيه فيها.. ومآله إليها.! أقول هذا وأنا أسترجع بالذاكرة - على لساني - طعم رمان الطائف، وعنبه، وخوخه، وتوته، وطماطمه.! فماذا بقي من فاكهة الطائف، وسوقه المليء بالفواكه؟! إن من لا يعرف ذلك الزمن (العثري) يحسب أن كل ما في الحلقة (طائفي) وهو كمن (يحسب كل مدردم بدنجان).! إن الفرق بين رمان الطائف ومشمش وخوج الطائف ومثله من الفواكه الوافدة إليه، كالفرق بين (الطلي الحري) و(البربري).! هذه فواكه وتلك فواكه.. وكلها لحوم ولكن (لحم عن لحم يفرق).! زحف الحديد والأسمنت على مزارع الطائف (المأنوس) وبعض أهل الحقل تركوه.. وركضوا كغيرهم من الناس خلف البنايات و(البورصات).. والأسهم والسندات.! استعلينا على (أمنا الأرض) ففقدنا مواقع أقدامنا فيها.! قلعنا الشجرة وزرعنا (أعمدة الخرسانة) و(الخرسانة) خرساء، بلا حياة يتردد في وريدها نبض الأرض.. ليست مزارع الطائف وحدها تلك التي داستها سنابك خيل الحديد والأسمنت.. وسحقتها (البلدوزرات) و(الشيولات).. فما أكثر المزارع في طول هذه الأرض وعرضها التي جف ريقها.. وذهب رحيقها.! @ @ @ @ الطابور: ووقفت في (الطابور)، كما يفعل سواد الناس من خلق الله.. وجاء مَن على رأسه (طرطور).. فأزاح الناس يميناً وشمالاً.. قال بي هكذا.. وقال بغيري هكذا.! قلت له : يا ابن أخي.. من صباح رب العالمين و(نحن وقوفٌ والهوى يتكلَّمُ).. وأنت جئت الآن تجندلنا بحسامك (الكرت).! (خَصَرَني) فقذفه الله ب(فتوَّة) وكَزَهُ في (جنبه) فعاد بكرته الواسطة (ريوسء)...! الفتوَّة.. بيَّض الله وجهه.. يستاهل.! القوة.. لا بارك الله في الضعف.!