إن للأسرة تأثيرا كبيرا في شخصية الطفل، فنوع العلاقات السائدة في الأسرة بين الأبوين وبينهما وبين الطفل، يحدد إلى مدى كبير أنواع شخصيات الأطفال والطفل يتفاعل مع مجتمع الأسرة أكثر من تفاعله مع أي مجتمع آخر، خصوصاً في السنوات الأولى، والطفل يكون فكرته عن نفسه في بادئ الأمر من علاقاته بالأسرة فقد يرى نفسه محبوباً ومرغوباً فيه أو منبوذاً. ومن ينشأ راضياً عن نفسه أو نافراً منها أو ساخطاً عليها وغير واثق فيها، تسود حياته النفسية التوترات والصراعات التي تتميز بمشاعر الضيق والعصبية ومشاعر الذنب. ويرى بعض العلماء أن أهم أسباب عصبية الأطفال ترجع إلى الشعور بالعداوة والعزلة، كنتيجة لحرمانهم من الدفء العاطفي وإلى سيطرة الآباء وعدم إشعار الطفل بالتقدير أو التفرقة بين الولد والبنت خاصة في مجتمعنا العربي، إذاً الطفولة السعيدة تعني شباباً سليماً يتمتع بالصحة النفسية والسعادة الحقيقية.