• ابني البالغ من العمر 3 سنوات يشكو من الانطواء والعزلة، لا أجده يشارك أشقاءه في اللعب، يفضل الجلوس وحيدا، وكثيرا ما يرفض الاستجابة لكلامنا، اخشى أن يتحول هذا الانطواء مع مرور الوقت إلى مرض نفسي يستوجب التدخل الدوائي ؟ أم خالد الدمام ألف لا بأس على ابنك يا أم خالد، ويفيدك استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، ان بعض الأطفال يعانون في مرحلة الطفولة من مظاهر الانطواء مما يؤثر على توافقهم الشخصي والاجتماعي والمدرسي، وهي حالة نفسية تعتري الأطفال لأسباب مرضية أو لعوامل تربوية أو ظروف اقتصادية، وتظهر عند بعض الأطفال في الفئة العمرية من 2-3 سنوات وقد تستمر لدى البعض حتى المدرسة الابتدائية، ومن الممكن ظهورها فجأة في المرحلة الابتدائية حينما يزداد احتكاك الطفل وتفاعله الاجتماعي وقد تستمر معهم حتى مرحلة الشباب. ومشكلة الانطواء والعزلة غير شائعة في مجتمعاتنا، وإن كانت نسبتها لدى الإناث أعلى من نسبتها لدى الذكور، وكثيرا ما يساء فهم الانطواء فالبعض يلوم الطفل على انعزاله، بينما البعض الآخر يحبذ هذا السلوك ويرى بأنه طفل عاقل ورصين يحافظ على مكانته الاجتماعية، ولا يثير ضجة، وحقيقة الأمر أن الطفل المنطوي طفل غير قادر على التفاعل الاجتماعي، أو الأخذ والعطاء مع الأطفال الآخرين، فعدم اندماج الطفل في الحياة يؤدي إلى عرقلة مشاركته لأقرانه في الأنشطة. والمشكلة تكمن في استمرار الطفل على هذا السلوك حتى يكبر، مما يعوق نموه النفسي عبر المراهقة والشباب، ويتفاقم الأمر إلى العزلة التامة التي يصعب معها التأقلم ويدخل فيما يسمى بالاضطراب شبه الفصامي. ولعلاج المشكلة يجب أولا دراسة حالة الطفل صحيا واجتماعيا ونفسيا ومساعدته على التخلص من كل السلبيات التي تؤثر على شخصيته وتجعله منطويا ومساعدته على بناء شخصيته واستعادة ثقته بنفسه، تهيئة الجو الذي يعيش فيه الطفل وشعوره بالأمن والطمأنينة والألفة مع الأشخاص الكبار الذين يعيش معهم سواء في الأسرة أو في المدرسة وبذلك يفصح عما بداخله من مشاكل ومخاوف وقلق ومساعدته على حلها وهذا لا يتم إلا إذا شعر بالقبول والتقدير والصداقة. وتشجيع الطفل المنعزل على الأخذ والعطاء وتكوين صداقات مع أقرانه وتنمية مواهبه كالرسم والأشغال، حيث أن إتقانه لهذه المواهب سيكون دافعا يشجعه على الظهور مما يعمل على تأكيد الذات والثقة بالنفس، واكتشاف نواحي القوة في قدراته وتنمية شخصية المنعزل في جو من الدفء العاطفي والأمن والطمأنينة سواء في المنزل أو في المدرسة، والحرص على إشراكه في الأنشطة والأعمال الجماعية، وتمكينه من القيام بمبادرات إيجابية عن طريق إشراكه في الإذاعة المدرسية، وتكليفه بالقراءة الفردية أمام زملائه بغرفة الصف وذلك لمساعدته على تخفيف حدة العزلة شيئا فشيئا للتخلص من هذه المشاعر السلبية نحو الفرد والمجتمع.