تؤكد الأخصائية الاجتماعية، منيرة الهزاع، أن علاقة الطفل مجهول الأبوين بأسرته الصديقة، التي يتم التعامل معها بحسب أنظمة وإجراءات نظامية، مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، تعتمد على شخصية الطفل. وتوضح «الصفات الوجدانية للشخصية، تعد من العوامل العديدة التي تجعل الطفل مهيئاً لظهور نوع معين من المشكلات دون الأخرى». وتضيف «المشكلات التي ترجع إلى الشخصية، كالخوف والخجل والخضوع والامتثال، ناجمة عن واقعهم وتعرضهم لمحاولات الإجهاض منذ أن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم، وغالباً ما تكون شخصياتهم مسرحاً للمعاناة، نتيجة القلق والخوف والاكتئاب والكبت». وطالبت بضرورة عدم تأخر الأسر الصديقة في تعريف الطفل اليتم بواقعه الاجتماعي، حفاظاً على صحته النفسية، وبالتحديد ابتداءً من سن أربعة أعوام، وذلك لتلافي الصدمات مستقبلاً، مشيرة إلى أهمية أن يكون الأمر «تدريجياً مع مراعاة عدم تجاهل أسئلة الطفل المحرجة، بخصوص واقعه، حتى لا ينتج عن ذلك الكثير من المشاعر السلبية، التي تدفعهم لمشكلات سلوكية، فالأمر يتطلب الاستعانة بأخصائيات اجتماعيات وإرشاد نفسي». وحذرت الهزاع من التساهل والإهمال في التربية، معتبرة أن الإهمال يتمثل في «ترك الطفل دون تشجيع من والديه، وعدم إرشاده عند صدور سلوك منه غير مرغوب فيه»، مشيرة إلى أن «الإهمال قد يفقد الطفل الإحساس بمكانته في أسرته، ويفقده الإحساس بحبهم له، وانتمائه إليهم، حيث يترتب على هذا تكوين شخصية قلقة، مترددة، تتخبط في سلوكها بلا قواعد أو قوانين وحدود فاصلة».