السناتور جون ماكين الذي نال مساء الاربعاء ترشيح الحزب الجمهوري رسميا الى الانتخابات الرئاسية خلال مؤتمر الحزب العام في سانت بول (مينيسوتا، شمال)، هو سياسي مخضرم وأحد ابطال حرب فيتنام ويخوض اليوم اهم معركة في حياته، معركة الوصول الى البيت الابيض. ويعتبر ماكين السناتور صاحب الشعر الابيض ولون البشرة الشاحب العضو في الكونغرس الاميركي منذ العام 1983بشكل شبه متواصل، من مخضرمي السياسة الاميركية ولطالما وجد الطاقة التي تدفعه الى مقدم الساحة. ولد ماكين في 1936وهو يتحدر من عائلة عسكرية خدمت الولاياتالمتحدة منذ الاستقلال في القرن الثامن عشر. وهو احد ابطال حرب فيتنام، فقد وقع صاحب الرقم العسكري 624787في الاسر خلال حرب فيتنام وظل اسيرا لمدة خمس سنوات في غياهب سجن "هيلتون هانوي" حيث تعرض لمختلف انواع التعذيب والعزل. ولا يزال ماكين حتى اليوم يحمل ندوب تلك الحرب، فمشيته متثاقلة ويجد صعوبة في رفع ذراعيه. كذلك يحمل وجهه آثار سرطان الجلد الذي شفي منه في 2000والذي يمنعه من اي تعرض للشمس على الرغم من ان الشمس في اريزونا حارقة، وهي الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ منذ 21عاما. ولا تزال تجربته العسكرية تحكم بعضا من سلوكه في المضمار السياسي، فمنتقدوه يأخذون عليه تعاطيه في السياسة بعقلية الرجل العسكري. وكان ماكين من اوائل الجمهوريين الذين انتقدوا البيت الابيض لاجتياحه العراق بعدد غير كاف من القوات، وهو اليوم يؤكد ان الجيش الاميركي سيبقى في العراق حتى النصر و"مئة سنة اذا اقتضى الامر" وانه "يفضل خسارة الانتخابات على خسارة الحرب". الا ان خبرته العسكرية ومشاركته في عدد من اللجان البرلمانية في مجالي الدفاع والسياسة الخارجية تجعلان منه صاحب مكانة محترمة في هذه المجالات. وهو رجل قناعات اكثر منه رجل حزب، ويدير ظهره احيانا للبرلمانيين الجمهوريين، لا بل حتى لجورج بوش نفسه، خصمه في الانتخابات التمهيدية الحزبية في العام 2000.واليوم يعتبر الرئيس بوش حليفا اكيدا لماكين ولكنه حليف لا يصب تماما في صالح المرشح الجمهوري الذي تحاشاه بعناية طيلة حملته. وفي ايار - مايو اكتفى الرجلان بمصافحة سريعة في فينيكس (اريزونا، جنوب غرب). ولكن هذا هو احد الاسباب التي تجعل شعبية ماكين تتجاوز حدود معسكره. ومعروف عنه انه قادر على العمل مع زملاء لا ينتمون الى الاوساط ذاتها. فقد وضع مع ادوارد كينيدي ابرز رموز اليسار الاميركي مشروع قانون لم ير النور كان سيسمح بتصحيح اوضاع نحو 12مليون مهاجر مقيم بطريقة غير قانونية. وهو كذلك من الجمهوريين القلائل الذين يهتمون بقضية الاحتباس الحراري. ومع ذلك يبقى ماكين محافظا صلبا على صعيد كل المسائل الاجتماعية شأنه في ذلك شأن حاكمة الاسكا ساره بالين التي اختارها مرشحة لمنصب نائب الرئيس. فهو على غرار بالين يعارض بشراسة حق الاجهاض وزواج مثليي الجنس، كما يعارض فرض قيود على اقتناء الاسلحة النارية. وهو اب لسبعة ابناء بينهم ثلاثة بالتبني وتزوج مرتين، وزوجته الحالية هي سيندي الثرية وريثة امبراطورية لتوزيع الجعة. وفي حال انتصر في معركته الانتخابية سيكون ماكين في كانون الثاني - يناير 2009اكبر رئيس اميركي يدخل البيت الابيض. وهو يحيل منتقدي كبر سنه على والدته التي تبلغ من العمر 96عاما وهي في صحة ممتازة.