مازال الشاعر والناقد فاروق شوشة يحشد طاقاته الابداعية لاستكناه عوالم الشعر العربي ويبحث عن سر حضوره في الذهنية العربية ويفتق من وقت وآخر غوامض رموزه، وقد صدر له مؤخراً عن الدار المصرية اللبنانية كتابه الجديد "في حضرة مولاي الشعر" الذي يذكر في مطلع هذا الكتاب: انه يكشف عن بعض نبرات اليقين الذي لم يتوقف يوماً ومضيفاً إلى ما سبقه من دراسات ووقفات ورؤى، حاملاً عطر القصائد التي أحببتها، والشعراء الذين توقفت عندهم بالمتابعة والاهتمام، والزمن الشعري الجميل الممتد من الماضي إلى الحاضر. ويخلص شوشة في حديثه عن الشعر: والمؤمنون بالشعر في هذا الزمن العبثي هم المؤمنون بالإنسان وبالوجدان وبالمعرفة وبالفضاء الذي يتسع لابداعات شتى تتكامل وتتناغم، في ظل سعينا الدائم لمزيد من الحرية والتحرر، ومزيد من التنوير، والتقدم، ومزيد من الكرامة والكبرياء. وقد توقف الأستاذ شوشة على جملة من الأعمال الشعرية والدراسات التي ناقشت مفهوم الشعر وقراءات نقدية لامست جوهر الشعر، ومن أهم ما سجله من آراء في هذا الكتاب: سؤال الشعر، الشعر انقاذ والشاعر منقذ، قصيدة لكل زمان، الشعراء والسلطة، أبوسنة وانكسار الحلم، يوسف نوفل واستشفاف الشعر، خالد الساكت والحلم الذي كان، في رحيل فدوى طوقان، سيبقى الحب سيدي، شوقي بغدادي والبحث عن دمشق، كلمات من طمي الفرات، بغداد خانتني، عبلة الرويني، والشعراء الخوارج، في رحيل عبده بدوي، قاسم حداد الذي أيقظته الساحرة، خالد الساكت والحلم الذي كان، ابن زيدون يعود إلى قرطبة.