داهمت قوات باكستانية مواقع للمتشددين في وادي سوات في شمال غرب باكستان أمس السبت وقال متحدث عسكري إن نحو 40مسلحا قتلوا أمس. وزادت أعمال العنف في باكستان في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش المتشددين في ثلاث مناطق مختلفة بشمال غرب البلاد في حين رد المتشددون بشن هجمات بقنابل على قوات الأمن. وتزامن تدهور الأوضاع الأمنية مع تراجع الاقتصاد والاضطراب السياسي إذ بعد استقالة الرئيس الباكستاني الذي لا يحظى بشعبية برويز مشرف الأسبوع الماضي بأيام وقع شقاق في الائتلاف الحاكم. وقوض القلق بشأن الأمن والسياسة ثقة المستثمرين مما أدى إلى انخفاض حاد في سوق الأوراق المالية إذ تراجع مؤشر البورصة الرئيسي نحو 36بالمئة العام الحالي. ووقعت بعض من أشرس المعارك في وادي سوات على بعد 150كيلومترا شمال غربي العاصمة إسلام أباد. واستخدم الجيش مقاتلات وطائرات هليكوبتر لمهاجمة مواقع للمتشددين في منطقة ماتا أمس الأول الجمعة في حين استمر الهجوم طول الليل حتى ما بعد فجر أمس السبت. وقال الميجر ناصر علي المتحدث باسم الجيش في المنطقة إن نحو 40متشددا قتلوا في الاشتباكات. وتابع "لدينا تعليمات واضحة من الحكومة الإقليمية والجيش بالاستمرار في العملية لحين طرد المتشددين وإرساء سيطرة الحكومة." وكانت السلطات توصلت لاتفاق سلام مع المتشددين في وادي سوات في مايو آيار إلا أن الاتفاق انهار وتزايدت أعمال العنف. ويقاتل الجيش أيضا متشددين في منطقة باجور على الحدود الأفغانية. وشرد القتال نحو 250ألف شخص معظمهم يقيمون مع أصدقاء وأقارب. ولكن يقيم نحو مئة ألف في مخيمات بعضها أقيم في مدارس أو مناطق مفتوحة دون رعاية صحية تذكر مما يثير المخاوف من انتشار الأمراض كما يتزايد القلق من أن الحكومة قد تواجه قريبا أزمة إنسانية إضافة إلى مشاكلها الأخرى الكثيرة. إلا أن اتخاذ اجراء ضد المتشددين خفف المخاوف في الولاياتالمتحدة ووسط حلفاء باكستان الآخرين من أن الحكومة الجديدة قد لا تواصل الحملة ضد المتشددين بنفس درجة الالتزام التي أبداها مشرف. وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الأسبوع الماضي إنه يرحب بالجهود الباكستانية. وتقول الولاياتالمتحدة إن متشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان يتمركزون في ملاذات في المناطق القبلية للبشتون العرقيين في شمال غرب باكستان على الحدود الأفغانية ومنها يشنون هجمات على أفغانستانوباكستان ويخططون لأعمال عنف في الغرب. واجتمع مولن مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني الأسبوع الماضي على متن حاملة طائرات أمريكية في المحيط الهندي لمناقشة المناطق التي يحتمي بها المتشددون.