لم تقف محاولات المتسولين عند الوصول إلى المراكز العامة والمساجد، بل انتقلت إلى قرع أبواب المنازل والدخول إليها وسرد قصص محزنة من نسج الخيال، تهدف إلى سكب الدموع وتليين القلوب وصولا إلى الجيوب. ينسج المتسولون القصص الحزينة الموثقة بصكوك شرعية، بينما البعض الآخر يبرز طرفا مبتورا لاستدرار عطف الآخرين، جاعلين من تدليسهم وظيفة تدر عليهم الأموال. يؤكد المواطن عبد الله العقيل أن للمتسولين أخطارا اجتماعية متعددة، فهم يرتكبون الكثير من الموبقات والجرائم التي تفوق أشكالهم وملابسهم الرثة التي تدعو للشفقة، إضافة لما يسببونه للمواطنين والمقيمين من إزعاج أمام المساجد وفي الأماكن العامة، فيستجدونهم ويتشبثون بملابسهم ونزع صدقاتهم عنوة بالدعوات. ويشير العقيل إلى أن عددا من المتسولين قبض عليهم، وبعد تفتيشهم تبين أن بحوزتهم كميات كبيرة من المخدرات لترويجها بين فئات الشباب. ويذكر المواطن خالد ناصر السبيعي أن التسول امتهان للكرامة الشخصية للإنسان صغيرا كان أو كبيرا، وهذا يدفع الكثير منهم لارتكاب بعض الجرائم مثل القتل، مستغلين عدم وجود ما يثبت هوياتهم، إضافة لاختطاف الأطفال واستغلالهم في مهنة التسول. من جهته، المتسول (محمد . ش) يمني الجنسية قال إنه يحصل يوميا عن طريق التسول على 200 ريال أي بمعدل 6000 ريال شهريا، ويضيف «لدي بعض الأصدقاء المقيمين الذين يتقاضون في بعض الأحيان مبالغ مالية مقابل تحويل الدخل إلى اليمن عن طريق البنوك بأسمائهم وبصورة شرعية لمن أرغب، وبهذه الطريقة أضمن وصول المبالغ دون خوف». وتشير متسولة أفريقية إلى أنها تمتلك موقعا خاصا تتسول من خلاله أمام إحدى الإشارات في جدة، ويتجاوز دخلها اليومي 300 ريال، وبعد القبض عليها اعترفت لجوازات جدة أنها باعت الموقع على سيدة من بني جلدتها مقابل 5000 ريال.