قال الكرملين أمس الخميس إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن القوات الجورجية يجب ان تعود إلى قواعدها تنفيذا لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه فرنسا. وأفاد بيان للكرملين أن ميدفيديف وساركوزي تحدثا لأكثر من ساعة عن الأزمة الجورجية في اتصال هاتفي. ولم يصدر مكتب ساركوزي على الفور أي تعليق على الحديث. وقال الكرملين "أكد الجانب الروسي على الحاجة لأن تنفذ تبيلسي البند الرابع من خطة ميدفيديف-ساركوزي والذي يقضي بأت تعود جميع القوات الجورجية إلى قواعدها الأصلية". وأضاف البيان ان ميدفيديف وساركوزي "بحثا اتفاقات إضافية من شأنها ان تضمن السلامة في المستقبل في المناطق القريبة من حدود اوسيتيا الجنوبية وابخازيا". ولم يورد البيان متى جرى الاتصال أو من الذي بادر به. من ناحية أخرى، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الخميس ان الاتحاد الاوروبي الذي تتولى فرنسا رئاسته الدورية سيبحث في قمته الطارئة المقررة في الاول من ايلول/سبتمبر امكانية فرض عقوبات ضد موسكو. وقال كوشنير خلال مؤتمر صحافي "هناك تفكير بفرض عقوبات ووسائل اخرى طبعا". وهذه هي المرة الاولى التي تتحدث فيها باريس عن امكانية فرض عقوبات على موسكو في هذه الازمة. واضاف كوشنير "لن اعلن مسبقا عن عقوبات اذ ان القمة لم تعقد بعد لكننا نعمل حاليا مع شركائنا ال26" الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وتابع "نحاول وضع نص قوي يعبر عن رغبتنا في رفض" الوضع الراهن في جورجيا. ومن المقرر ان يجتمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل في قمة طارئة دعا اليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبحث مستقبل العلاقات الاوروبية بروسيا في ضوء النزاع في جورجيا واعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين عن جورجيا. الى ذلك، اكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الخميس انه من غير الوارد الدخول في "حرب مفتوحة" مع روسيا، مؤكدا في الوقت نفسه ان الازمة الراهنة تنهي الهدوء الذي كان سائدا منذ نهاية الحرب الباردة. وقال الوزير البريطاني "من غير الوارد (الدخول في) حرب مفتوحة ضد روسيا". وكان ميليباند يتحدث للمحطة الرابعة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي 4) لدى عودته من زيارةالى كييف حيث اكد مجددا دعمه لاوكرانيا وجورجيا. الا ان الوزير البريطاني قال انه من المبرر التحدث عن "ازمة دولية" حقيقية. وقال "اننا في وضع يسجل نهاية الهدوء النسبي الذي كان يتقدم في اوروبا وجوارها" منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ويأتي هذا التصريح بعد ادانة مجموعة السبع قرار موسكو الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وقال ميليباند "لا نوافق على تقسيم اوروبا الى مناطق نفوذ (...) ولا نوافق على ان يكون الخيار امام اوكرانيا ان تكون اما عدوا لروسيا او تابعا لروسيا". ولفت الوزير البريطاني ايضا الى ان "الشعب الاوكراني (...) لا يريد فعلا هذا الخيار او ذاك. انه يعترف بانه سيبقى دوما جارا لروسيا وكذلك بلدا اوروبيا". من جانب آخر، اتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي روسيا امس الخميس بالتخطيط "لإعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة" بعد أن أرسلت قوات إلى اقليمين جورجيين انفصاليين. وقال إن الخطوة التالية في استراتيجية موسكو ستكون "تغيير النظام" بالقوة في جورجيا عن طريق الإطاحة به. وكتب في عدد اليوم من صحيفة فاينانشال تايمز يقول إن روسيا لديها طموحات أكبر من ذلك. وأضاف ساكاشفيلي "تبددت الآن أي شكوك بشأن سبب غزو روسيا لجورجيا." وأضاف "بالاعتراف بشكل غير قانوني بأراض جورجية هي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية أوضح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان هدف موسكو هو إعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة. هذه الحرب لم تكن تتعلق بأوسيتيا الجنوبية أو بجورجيا". "موسكو تستخدم غزوها الذي كانت تحضر له منذ سنوات في إعادة بناء امبراطوريتها واحكام سيطرتها على امدادات النفط الاوروبية ومعاقبة الذين يؤمنون بأن الديمقراطية يمكن أن تزدهر على حدودها."