تخيل أنك تواعد زميلاً مقرباً منك وفي كل مرة يتأخر عن موعده ساعتين أو ثلاثة دون عذر مفهوم أو واضح، إلى أي مدى يمكنك أن تتحمل؟ هذا ما يحصل مع كثير من الفنانين. ورغم إيماني أن العلاقة بين الفنان وجمهوره يفترض ألا تتجاوز الجانب الفني إلى الجوانب الشخصية، إلا أن من الصعب تجاوز بعض السلوكيات التي تنسحب سلبيتها على الجمهور على شكل إزعاج وعدم ارتياح في أبسط صورها أو قلة احترام للجمهور في بعض صورها. آخر هذه الصور ما نقل عن فنان العرب محمد عبده في آخر حفلاته في لندن حيث تأخر عن الموعد المفترض لبداية الحفلة قرابة الساعتين! وإذا أخذنا في الاعتبار أن الجمهور كان متواجداً قبل بداية الحفل بساعة على أقل تقدير فإن مجموع ساعات الانتظار هو ثلاث ساعات! مع العلم أن هذا التأخير "الساعتين" على ما يبدو يأتي مراعاة للدقة اللندنية وإلا فإن التأخير المعهود في حفلات "محمد عبده" يتراوح بين الساعتين والأربع ساعات!. ولا يقتصر هذا السلوك غير المفهوم على فنان العرب، ولكن ضربت به المثال كونه أكبر هامة فنية سعودية وربما عربية ومع ذلك لا يقيم أدنى اعتبار لأوقات الجمهور الذي أنفق من ماله تقديراً ومحبة لهذا الفنان. هذه السلوكيات رغم ما تبدو عليه من بساطة إلا إنها تعكس نوعاً غريباً من عدم المبالاة لدى الفنان العربي بهذا الجمهور الذي صنعه على المستوى الفني أو على المستوى المادي. وأتساءل لو كان هذا الفنان في أول حفلاته الفنية هل كان سيغامر "بلطع" الجمهور كل هذه الساعات أم أن الجمهور أصبح مضموناً في الجيب لهذا الحد!.