يعتبر فيلم Diabolique أو(الشياطين) كما هو عنوانه بالانجليزية، من كلاسيكيات الرعب والإثارة في السينما الفرنسية، أخرجه الفرنسي (هنري جيمس كلوزو) عام 1955، ويحكي قصة غريبة عن امرأتين، كريستينا ونيكول، وهما يتآمران لقتل رجل يدعى (ميشيل)، ووجه الغرابة في القصة أن ميشيل هذا هو زوج كريستينا من جهة، والعشيق السري لنيكول من جهة أخرى، ولعل من النادر حدوثه أن تتحد الزوجة والعشيقة ليصفّان في نفس الخندق ضد رجل حياتهما! مما يجعل المشاهد يتساءل عن حقيقة الدوافع المحركة للمرأتين؟ وما أسباب هذا الاتحاد الغريب أو كيف ستتم أغرب مؤامرة قتل يمكن تصورها؟ ومن هنا استطاع كلوزو الذي يدعى بهيتشكوك السينما الفرنسية أن يمسك بخيط الإثارة والرعب ويصعّده ويجعل من هذا الفيلم أحد أهم كلاسيكيات الرعب والإثارة. وانطلاقاً من هذا كله قامت هوليوود بعمل نسختها الجديدة من هذا الفيلم الكلاسيكي عام 1996واستعانت بالنجمتين شارون ستون (بدور عشيقة الزوج) والحسناء الفرنسية من أصل جزائري إيزابيل ادجاني (بدور الزوجة). وبنفس معالم القصة تقريباً حيث المؤامرة المزدوجة من قبل الزوجة والعشيقة تسير النسخة الهوليوودية لكن من دون تلك الإثارة والرعب النفسي والشد العصبي الذي احتوته تلك النسخة الفرنسية، ومع أن الطاقم كان لافتاً إلا أن الأداء كان عادياً من الجميع، وكذلك الإخراج كان باهتاً جداً ولا يمكن مقارنته بالأصل. أما أسوأ ما في النسخة الجديدة فقد كانت النهاية، فالفيلم الأصلي كان يبني بناء محكماً لقصته الغامضة ليفاجئ الجمهور بنهاية رائعة، لكن الفيلم الجديد جاء بنهاية سيئة قد تكون هي الأسوأ في تاريخ أفلام الإثارة والغموض.