سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا ترهن اعترافها باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا تبعاً لسلوك الرئيس الجورجي مجلس الأمن منقسم حول وحدة الأراضي الجورجية وواشنطن تتهم موسكو بعدم احترام اتفاق وقف اطلاق النار
اعلن الامين العام لمجلس الامن الوطني الجورجي الكسندر لومايا لوكالة فرانس برس ان الجيش الروسي بدأ امس انسحابه من مدينة غوري ووعد بانجاز الانسحاب من هذه المدينة الاستراتيجية. وقال المتحدث في اتصال هاتفي من غوري ان "الجنرال الروسي فياتشسلاف بوريسوف (المكلف قيادة المنطقة) ابلغني بان الروس سيكونون قد غادروا غوري بحلول الساعة 17، 00وبانهم سيكونون في دجافا (في اوسيتيا الجنوبية) عند الساعة 20.00( 16.00تغ)". واضاف "يمكنني ان اؤكد ان الروس ازالوا نقطتي تفتيش في غوري وان 13مدرعة غادرت المدينة". ووعدت موسكو بانجاز انسحابها من جورجيا مساء الجمعة مؤكدة انها ستبقي على 500جندي في منطقة امنية عازلة محيطة بجمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية عن جورجيا وان قوات حفظ السلام الروسية ستبقى في هذه الجمهورية. من جانبه، اقر نائب وزير الدفاع الجورجي كوتيليا ان جورجيا لم تكن تتوقع ان يكون رد روسيا بهذا الحجم على استعراضها القوة في اوسيتيا الجنوبية وكذلك لم تكن مستعدة للهجوم الذي اعقب هذا الامر، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة الفايننشال تايمز من تبيليسي. وقال "للاسف، لم نعر بما فيه الكفاية اهمية لهذا الامر (...) لم نكن مستعدين لمثل هذا الاحتمال". واضاف "لم افكر ابدا بان عضوا دائما في مجلس الامن الدولي وفي منظمة الامن والتعاون في اوروبا قد يكون رده بهذا الشكل". واقر كوتيليا ايضا بان جورجيا لم تكن تملك القدرة الدفاعية الكافية عندما اطلقت عمليتها في اوسيتيا الجنوية (الانفصالية المؤيدة لروسيا) في السابع من آب/اغسطس الامر الذي ادى الى رد فعل عنيف من قبل روسيا. الى ذلك، طلب برلمان جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا امس رسميا من موسكو الاعتراف باستقلال هذه الجمهورية عن جورجيا كما ذكرت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي. واوضحت الوكالة ان البرلمان قدم هذا الطلب الى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ومجلس الاتحاد الروسي. وجاء في اعلان البرلمان الذي اوردته ريا نوفوستي ان "الجمهورية تمتلك كل صفات ومقومات الدولة السيدة". ويأتي هذا الطلب بعد اسبوعين على العملية العسكرية التي نفذتها روسيا في جورجيا لمنع القوات الجورجية من استعادة السيطرة على هذه الجمهورية الانفصالية الصغيرة والواقعة على الحدود بين روسيا وجورجيا. وكان رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي دعا روسيا الخميس خلال تجمع عام حضره الف شخص على الاقل في العاصمة تسخينفالي، الى الاعتراف باستقلال الجمهورية. وقال كوكويتي "لقد استحقينا العيش في جمهورية حرة"، منددا بعملية "الابادة الجماعية" التي استهدفت شعب اوسيتيا الجنوبية، كما قال. والخميس ايضا دعت ابخازيا، الجمهورية الجورجية الانفصالية والموالية لروسيا ايضا موسكو الى الاعتراف باستقلالها وذلك خلال "مؤتمر وطني" جمع الآلاف في الساحة الرئيسية للعاصمة سوخومي. وصوت المحتشدون وبينهم اعضاء في جميع الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية الابخازية، برفع الايدي على هذا الطلب. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان اعتراف بلاده المحتمل باستقلال هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين سيتقرر تبعا لسلوك الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. في نيويورك، اعلن دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي انقسم الخميس حول مشروعي قرارين مختلفين يهدفان الى حمل الاممالمتحدة على الموافقة على وقف العمليات العدائية في جورجيا على اساس اتفاق السلام الذي ناقشته فرنسا. واعرب سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين اثر اجتماع مغلق لمجلس الامن عن "الامل في الحصول على دعم الدول الاعضاء" لمشروع القرار الذي كان رفعه بالامس. وكان تشوركين قدم الاربعاء الى مجلس الامن مشروع قرار حول جورجيا يرتكز على اتفاق السلام الذي ناقشته فرنسا ولكن هذا المشروع تعرض لانتقادات الولاياتالمتحدة ما قد يخفف من نجاح تبنيه. ولا يشير مشروع القرار بوضوح الى وحدة اراضي جورجيا ولكنه يبدأ بعبارة "مع التذكير بكل القرارات السابقة ذات الصلة". ولكن مساعد السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة اليخندرو وولفف جدد التأكيد على ان مشروع القرار هذا غير مقبول من قبل واشنطن. وقال "نأمل ان لا يرفع هذا النص للتصويت (...) لن نقره". واشار الى الاهمية التي تعلقها واشنطن وحلفاؤها على التأكيد مجددا وبدون اي لبس في النص على احترام وحدة اراضي جورجيا. وهذه النقطة هي احدى النقاط الرئيسية التي يدور خلاف حولها. فروسيا ترغب على العكس من ذلك "النظر الى الواقع على الارض". فقد طلبت جمهوريتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتان رسميا الخميس من روسيا الاعتراف باستقلالهما. وقال عدد من الدبلوماسيين ان معظم الدول الاعضاء في مجلس الامن لم تدعم النص الروسي وهي ترغب في البحث عن تسوية لانهاء النزاع الجورجي بشكل دائم. وقال احد هؤلاء الدبلوماسيين مفضلا عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان النص الروسي لا يحظى بدون شك بعدد الاصوات الضروري ( 9من اصل 15) كي يتبناه مجلس الامن. ولكنه لم يخف بان البحث عن تسوية سيكون صعبا وبدون شك طويلا. ومن ناحيته، قال مساعد سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة جان بيار لاكروا "يتوجب علينا ان نعمل بجهد كبير للتوصل الى اجماع". من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة روسيا بعدم احترام بنود اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا، حتى وان كانت باشرت سحب قواتها من هناك. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية روبرت وود ان "الروس بدأوا اخيراً سحب قواتهم من جورجيا، لكنهم لم يحترموا التزاماتهم التي ينص عليها اتفاق وقف اطلاق النار". واضاف "ندعو روسيا إلى احترام الاتفاق كليا، ونريدهم (الروس) ان يلتزموا به وان يسحبوا قواتهم في اسرع وقت". واكدت موسكو ان قواتها ستكمل انسحابها من جورجيا مساء امس الجمعة. لكن وزارة الدفاع الاميركية اعلنت انها لم تلاحظ سوى تحركات "بسيطة" للقوات الروسية في جورجيا.