أدى تصاعد وتيرة التوترات السياسية في منطقة القوقاز المتمخض عن الحرب التي دارت بين روسيا وجورجيا وما تبع ذلك من توقيع اتفاقية الدرع الصاروخي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبولندا الأمر الذي اعتبرته روسيا تهديداً للتوازن الأمني في منظومة الاتحاد السوفيتي السابق إلى تجدد الوجل لدى مستهلكي الطاقة ما رفع أسعار النفط بمقدار 6دولارات للبرميل مع نهاية التداولات الأسبوعية في الأسواق الأمريكية والأوروبية والآسيوية. وأشار مراقبون اقتصاديون إلى أن هذه التوترات السياسية سوف تؤثر على تدفق الاستثمارات النفطية في منطقة القوقاز وكذلك المناطق المتاخمة من منطقة ما يسمى قزوين الغنية بالثروات النفطية والتي تعول عليها الدول كثيرا في سد حاجة السوق في حالة تعرقل الإمدادات من مناطق أخرى من العالم كمنطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال وهذه التوترات السياسية بلا شك سوف تؤثر بصورة قوية على انسياب النفط عبر المنافذ البحرية إلى أوربا التي تتعطش إلى مصادر الطاقة مع الاستعدادات لموسم الشتاء القادم. ويساور الدول الصناعية قلق كبير من احتمال عودة الحرب الباردة بين قطبي القوة النووية بالعالم الأمر الذي سيتسبب في تقهقر نمو الاقتصاد العالمي والتأثير على أسعار السلع وبالتالي بروز شح في الإمدادات الطاقوية وارتفاع أسعار البترول إلى مستويات قد يكون من الصعب السيطرة عليها من جديد خاصة إذا ما صاحب ذلك نقص في الاستثمارات النفطية و عدم بناء مصافٍ جديدة وكذلك وقف الاستكشافات الجديدة في مجالي المنبع. وقالت تقارير حديثة إن منتجات الاثانول تضاعفت خلال الشهر الماضي إلى 592الف برميل يوميا ما بعث القلق من تأثير ذلك على المواد الغذائية وخاصة الذرة وفول الصويا التي شهدت أسعارها تناميا خلال العام الحالي إلى مستويات هددت الأمن الغذائي في الدول الفقيرة والنامية، بيد أن هذا الارتفاع في أسعار الاثانول أدى إلى خفض أسعاره بمقدار 10سنتات للجالون إلى 2.25دولار للجالون ولا تزال أسعار مرتفعة مقارنة بالمواد البترولية المكررة كما أن تقنية تحويل الآليات والمركبات إلى استخدامه بدلا من المشتقات النفطية بدائية ولا ترق إلى أن تجعله يحل تماما بدلا من الوقود الاحفوري. وقد استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي فوق 121دولارا للبرميل يوم أمس الجمعة بعد أن قفزت نحو خمسة في المئة يوم الخميس الماضي مسجلة أكبر زيادة منذ ثلاثة أشهر يدعمها إقبال المستثمرين على الشراء بفعل العوامل آنفة الذكر وتراجع الدولار.وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق شهر اكتوبر 24سنتا إلى 121.42دولار للبرميل. ولاقى النفط والسلع الأولية الأخرى مزيدا من الدعم مع تراجع الدولار الأمريكي الذي يزيد القوة الشرائية للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.وهبط الدولار بشدة يوم الخميس الماضي تحت ضغط استمرار المخاوف بشأن القطاع المالي الأمريكي بسبب أزمة الائتمان. وهو ما عزز من تصاعد أسعار النفط والغاز الطبيعي. وارتفع الذهب في نهاية التداولات الأسبوعية إلى 835دولار للأوقية بفضل ارتفاع أسعار النفط والتوترات التي أفضت إلى تصاعد أسعار الوقود بالأسواق العالمية.