أدت عمليتان انتحاريتان وقعتا على بوابتي مجمع الأسلحة والذخيرة الباكستاني بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى مصرع ما لا يقل عن 70شخصاً وإصابة نحو 100آخرين بجروح. ويقع مصنع (واه) للأسلحة والذخيرة على بعد 35كلم من العاصمة إسلام آباد. وأكدت مصادر أمنية وطبية في مدينة تاكسيلا العسكرية الباكستانية بشمالي إقليم البنجاب الباكستاني الأوسط أن صحة الأعداد الواردة في وسائل الإعلام، كما كشفت مصادر أمنية باكستانية ان التحريات الأولية تُشير إلى أن الهدف من الهجوم كان تجمع عمال المصنع وليس المصنع أو المنشآت العسكرية وإنما العاملين فيه كانوا هم الهدف. وأوضحت أن ما بين 25إلى 30عربة إسعاف من مؤسسة ايدهي الخيرية قامت بنقل المصابين إلى المستشفيات مشيرة إلي أن الهجوم الانتحاري الأول كان قد وقع على البوابة الرئيسية لدى خروج العمال الذين كانوا قد انهوا ورديتهم الصباحية ، أما الهجوم الانتحاري الثاني فوقع في وقت متزامن على بعد نحو مائتي متر من الهجوم الأول. هذا وقد تم تطويق المنطقة على الرغم من عدم إعلان أي جهة حتى الآن عن مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن السلطات في باكستان تشير إلى حركة طالبان الباكستانية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يجري فيه الجيش الباكستاني عمليات موسعة في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان. وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني عن أسفه تجاه العمليات الانتحارية التي استهدفت مصانع السلاح الباكستانية التابعة للجيش الباكستاني، وأصدر توجيهات صارمة لإجراء تحقيقات فورية للوصول إلى الجهة التي تقف وراء تنفيذ هذا الهجوم. وتأتي العملية الانتحارية خلافاً للتوقعات، حيث كان من المتوقع أن يخف معدل الهجمات الانتحارية وأن تشهد الساحة الباكستانية نوعاً من الهدوء الأمني بعد استقالة الرئيس الباكستاني المستقيل برويز مشرف عن منصبه، إلا أنه وبسبب مواصلة الحكومة الجديدة عمليات التمشيط في منطقة القبائل الباكستانية لم تصف وسائل الإعلام الباكستانية هذه العملية بالحدث الغريب بأن يتم استهداف المصالح العسكرية. هذا وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن استقالة الرئيس برويز مشرف من منصبه لن يؤثر على سياسة باكستان الخارجية موضحة أن سياسات البلاد الخارجية تخضع لاعتبارات المصلحة الوطنية. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق في إيجازه الصحفي الأسبوعي في إسلام آباد أن سياسة باكستان الخارجية لن يطرأ عليها أي تغيير بعد رحيل مشرف من كرسي الرئاسة موضحاً أن الرئيس ليس هو المخول بوضع سياسات البلاد الخارجية وإنما يتم وضعها وفقاً لمصلحة البلاد. وقال متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى مكالمة الخميس مع الرئيس الباكستاني المستقيل برويز مشرف شكره فيها على المساعدة التي قدمها في محاربة القاعدة. كما اجرى بوش مكالمة مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قدم فيها تعازيه على قتلى التفجيرات التي شهدتها باكستان. وقال غوردون جوندرو ان "الرئيس بوش تمنى له (مشرف) التوفيق وشكره على جهوده المتعلقة بالانتقال الديموقراطي لباكستان اضافة الى محاربة القاعدة والجماعات المتطرفة". واضاف ان بوش اتصل كذلك بجيلاني وابلغه تعازيه في قتلى الهجمات الاخيرة التي شهدتها باكستان.