الحياة الفطرية في أي بلد تعتبر من أهم الموارد الطبيعية لذلك البلد ومن الموروثات الطبيعية التي حافظ عليها الآباء والأجداد فيجب ان يحافظ عليها الأبناء، اضافة الى ان هذه الحياة الفطرية المتمثلة بالنباتات الطبيعية والحيوانات الفطرية كل منها مهما صغر حجمه او كبر له دور كبير في التوازن البيئي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، ولذلك سعت الحكومات والدول على المحافظة على الحياة الفطرية في بلادها، وسنت القوانين الصارمة لمن يعبث بهذه الكائنات ووضعت المحميات الطبيعية للمحافظة عليها. ويظل الدور الكبير والحمل الثقيل على المواطن في المحافظة على الحياة الفطرية في هذه البلاد المباركة، لأن المحافظة على الحياة الفطرية واجب ديني قبل ان يكون واجبا وطنيا حيث امر الله سبحان وتعالى بالاهتمام بالنباتات وغرسها ونهى عن قطعها لغير سبب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها). وانه من المؤلم في هذه الايام ما نراه من عبث ببعض المخلوقات الفطرية في بلادنا والتي اصبحت أداة لجمع الأموال من خلال عروض ممنوعة شرعاً قبل ان تكون ممنوعة وطنياً ألا وهي عروض الثعابين والعقارب التي انتشرت بشكل غير طبيعي في بلادنا من اشخاص لا علم لهم بهذه الكائنات وخطورتها - فأصبحوا يقدمون العروض اليومية بأكل الثعابين والعقارب وشرب سمومها - لدرجة ان أحدهم قتل في موسم واحد أكثر من 100ثعبان من نوع الكوبرا النادر في بلادنا وذلك لغرض الأكل المزعوم في عروضه خلال موسم الصيف، وأما أعداد الثعابين غير السامة فحدث ولا حرج وكذلك أعداد العقارب بالمئات او بدون مبالغة بالآلاف، وذلك من أبناء هذه البلد ومن غيرهم من المقيمين، حتى أصبح بيع الثعابين والعقارب تجارة رابحة في هذا البلد لمثل تلك الأغراض غير الشرعية. لقد حضرت عرض هذا الصيف يعاد 5مرات يوميا ضمن انشطة احد المنتزهات، العرض يومي وطوال فترة الصيف!! فكم من الثعابين والعقارب تقتل في هذا المكان فقط؟!!. وشرب السموم أمام الجمهور شيء آخر من تلك الممارسات غير الحضارية التي يقوم بها اولئك الاشخاص في عروضهم التي يدعون انها توعوية بخطورة تلك الحيوانات! ولا أدري كيف تكون التوعية وهم يشربون السموم امام الاطفال ويأكلون الثعابين امامهم!! عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل خمس فواسق في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور). أليس من الأجدر أن يجيز الرسول عليه الصلاة والسلام أكلها بدلا من قتلها اذا كان أكلها حلالا؟ ومن منطلق الحس الديني والوطني أدعو المسؤولين لإيقاف هذا العبث بهذه المخلوقات الفطرية التي أصبحت من الكائنات المهددة بالانقراض بدون مبالغة. كما أناشد المواطنين بعدم تشجيع مثل هذه الممارسات التي تضر بالحياة الفطرية في بلادنا الغالية. ريم بنت عبدالله الرس - القصيم