قبل فترة تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن خطة طموحة لبناء جسر عملاق فوق مضيق باب المندب يربط اليمن بجيبوتي ، وبالتالي قارة آسيا بأفريقيا.. وتبلغ كلفة الجسر 200بليون دولار ويتجاوز طوله 28.5كلم ويتضمن ستة مسارات برية وأربعة خطوط حديدية - ويخطط لبنائه رجل الأعمال السعودي طارق بن لادن (حسب ماذكرته صحيفة الشرق الأوسط في الخامس عشر من أغسطس الحالي).. ورغم تشكيكي بإمكانية تنفيذ جسر بهذا الطول والكلفة في المستقبل القريب - خصوصا بين بلدين لا يتمتعان باقتصاد مزدهر - إلا أنني لا أستبعد ظهوره بعد خمسين أو ستين عاما من الآن.. فالمتأمل لخارطة العالم يمكنه التنبؤ بنقاط الارتباط المهمة التي ستتضاءل صعوبات تنفيذها عاما بعد عام.. فكما ربط "جسر اسطنبول المعلق" بين قارتي أوروبا وآسيا يمكن لجسر مشابه ربط أسيا بأفريقيا (وتحديدا السعودية بمصر عبر خليج العقبة) أو عبر نفق بحري يمتد من اليمن الى جيبوتى عبر مضيق باب المندب (وهو حسب تصوري أصعب بكثير من المشروع الأول)!! ... وأذكر شخصيا أن روسيا طرحت قبل سنوات فكرة بناء نفق بحري يربط بينها وبين امريكا. فالمسافة بين البلدين من الطرف الآخر للعالم (وتحديدا بين شرق سيبيريا وغرب آلاسكا) لاتتجاوز 30ميلا لا يصعب على البلدين تجاوزه في حال وجود جدوى اقتصادية لذلك.. أما المغرب فحاول كثيرا إقناع اسبانيا - ومجمل الاتحاد الأوروبي - بجدوى إنشاء نفق بحري يربط أوربا بأفريقيا.. وحسب المشروع المقترح يمتد هذا النفق (الذي يدعى نفق طارق بن زياد) تحت مضيق جبل طارق بطول 40كلم وعمق 380متراً ويصل مدينة طنجة المغربية بطريفة الأسبانية على غرار نفق بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا!! ... وفي كل مرة تطرح فيها أفكار كهذه نجد طرفا متحمسا لاتصاله بالآخر (وآخر) يشكك في جدواه الاقتصادية وقدراته الهندسية.. ولكن في المحصلة يملك الجميع دافعا عميقا لتجاوز كل مضيق وبحر يفصل بين قارات العالم ويعيق انسياب التجارة بينهما.. وحين أنظر شخصيا الى خريطة العالم أتوقع ربط قارات الارض بشبكة معقدة من الأنفاق والجسور قبل نهاية قرننا الحالي.. وأقرب المناطق التي أراها مرشحة للربط تقع بين: @ أوروبا وافريقيا عبر مضيق جبل طارق وتحديدا بين بونتابالاما فى اسبانيا ورأس مالاباطا فى طنجة @ وبين اسيا وافريقيا من خلال جسر يربط السعودية بمصر (عبر خليج العقبة مرورا بجزيرة صنافير). @ وبين هونج كونج والصين (عبر جزيرتى نيلينجرج وكوى اى) من خلال جسر يبلغ طوله 27كم “ @ وبين روسيا وأمريكا عبر مضيق بيرنج (الذي يتجمد شتاء ويشكل جسر اتصال طبيعي)! @ أما فى اندونيسيا (حيث الجزر بعدد الناس) فاتوقع الربط بين جزيرة جاوة وسومطرة ؛ وبين سومطرة وسنغافورة (في حين تملك الأخيرة بالفعل جسراً يربطها بماليزيا) “ @ أما اعظم المشاريع واكثرها كلفة فسيكون ربط الجزيرة العربية بأفريقيا عبر جسر يمتد من اليمن الى جيبوتى فوق باب المندب (مرورا بجزيرة بريم الواقعة في منتصف المضيق)!! “ السؤال الذي يشغل بالي هو: هل ستبقى السيارة ملتصقه بالأرض قبل نهاية هذا القرن!!؟