في نهاية الأسبوع المقبل سيعرض في صالات السينما الأمريكية فيلم الإثارة (خائن- Traitor) الذي يروج له منذ الآن في وسائل الإعلام الأمريكية على أنه الفيلم الذي يقترب بشكل جدي من الجذور الفكرية للإرهابيين الإسلاميين. تدور قصة الفيلم في إطار أفلام الجاسوسية المعقدة بحبكاتها المثيرة والمتداخلة حول المحقق الأمريكي "روي كلاريكسون" الذي يقود عملية تحقيق ضخمة عن مؤامرة دولية كبيرة فتقوده الأدلة للاشتباه بالعميل الأمريكي المسلم السابق "سمير هورن" المتهم بعلاقاته الواسعة مع منظمات إرهابية، وعلى طول خط المطاردة البوليسية تتضح العديد من الأدلة المتناقضة التي تتداخل فيها قضايا السياسة بالدينية. ويؤدي دور المحقق الممثل جاي بيرس أما شخصية العميل المسلم فسيؤديها الممثل الأمريكي الأسمر دون تشيدل، وبمشاركة غريبة من قبل الكوميدي الشهير ستيف مارتن كمؤلف للقصة مع المخرج جيفري ناشمانوف الذي كتب السيناريو بنفسه. لا شيء في الفيلم حتى الآن يدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون استثناءً ولن يكون مجرد فيلم تجاري آخر من هوليود تقحم فيه قضايا الإرهاب لأغراض تجارية فيها تسويق للحكومة الأمريكية. وبالنسبة للآراء النقدية القليلة التي نشرت مطلع الأسبوع الماضي حول الفيلم قبل عرضه على الجمهور بشكل واسع، كانت تمتدح الأسلوب المشوق للفيلم والقليل جداً من المراجعات تحدثت بشكل خاطف الجانب الفكري والفلسفي للفيلم، وعن موضوعيته في تصوير الشخصيات المسلمة في الفيلم، واتفقت على أن المخرج أجاد تصوير العذاب النفسي وصراع الأفكار والانتماء للبطل "سمير هورن" في جو مشحون بالتقلبات المفاجئة. ومع ذلك، يظل أقصى ما يطمح له الفيلم هو تحقيقه لمرحلة متقدمة في شباك التذاكر الأمريكي لابتعاده عن دخول سباق الجوائز والمهرجانات في نهاية السنة، لأنه فيلم صنع ليكون من أفلام الجاسوسية النموذجية، وحتى وإن نجح في ذلك فإن الجماهير الأمريكية بدأت منذ الآن بعقد مقارنات بينه وبين سلسلة "بورن". رغم ذلك يصر المنتجون على تسويق الفيلم كفيلم سياسي جاد يناقش أهم القضايا الفكرية المعاصرة.