قبل شهر وصل سعر برميل البترول إلى 147دولاراً، ثم وصل وأنا أكتب هذه السطور بتاريخ 8أغسطس إلى 118دولاراً، وهذا أدى إلى انفجار فقاعة المضاربات وهرولة ناقلات البترول الضخمة التي كانت ساكنة في البحر احتسابا للمزيد من ارتفاع أسعار البترول إلى أقرب ميناء وبيع شحناتها بأيّ سعر معروض، فما الذي حدث؟ وما الذي عدا عما بدا؟ وما الذي جعل المضاربين ينسحبون من السوق؟ يقال إن السبب يرجع إلى زيادة إنتاج السعودية، ولكنها زيادة محدودة وأقل من نصف مليون برميل يوميا، ويقال إن السبب أيضا هو في نقص الطلب في الصين والهند، وخاصة أنّ الأخيرة خفضت الدعم الذي تقدمه للبترول، ولكن هذه النقص محدود.. السبب في رأيي يرجع إلى تراجع نذر الحرب على إيران وخاصة بعد اجتماع سعيد جليلي المفاوض الإيراني مع المندوب الأوروبي خافيير سولانا، ووليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية لبحث الملف النووي الإيراني، ولكن هل يصل السعر إلى 80دولاراً للبرميل، وهو السعر الذي يجمع الخبراء على أنه السعر العادل الذي يمثل التوازن الحقيقي بين العرض والطلب؟ هذا في رأيي ممكن إذا ازيلت كل اسباب التوتر في المنطقة، الأمر الذي لا يتحقق على المدى الطويل إلا إذا وضعت الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، وللوضع الكارثي في العراق وللإشكال الإيراني، وهو ما يستبعد حدوثه في المستقبل القريب.