أنقذت العناية الإلهية خمس معلمات وسائقهن ( 25عاما) من حادث شنيع أثناء توجههن إلى مدرستهن في قرية (ثرب) التابعة لمحافظة مهد الذهب إثر انكفاء السيارة المقلة لهن وهي من نوع (جيمس) متهالك، جراء خلل مفاجئ في ( الذراع الأمامي الأيمن) أفقد السائق السيطرة على المركبة، وذلك قرب إحدى محطات (البنزين) بطريق (العمق) قرب محافظة الحناكية (100كلم شرقي المدينةالمنورة)، حيث تقاطر العاملون في المحطة للمساعدة في تحرير السائق والمعلمات عقب تهشم جوانب السيارة والمقصورة الداخلية تحسبا لنشوب حريق كارثي في المركبة . جاء هذا الحادث بعد سلسلة من الحوادث التي حصدت أرواح كثير من المعلمات في محافظات وقرى المدينةالمنورة، كان آخرها في مهد الذهب حيث لقيت خمس معلمات ومستخدمة وابنها مصرعهم بينما نقل السائق في وضع حرج إلى العناية الفائقة في مستشفى الملك فهد . باشر الحادث مدير شرطة محافظة الحناكية العميد صالح بن علي العروي الذي اطمأن - شخصيا - على صحة المعلمات والسائق، وساعد في تأمين سيارة حديثة لإعادتهن إلى منازلهن في المدينةالمنورة بعد أن لاحظ تدهور حالتهن النفسية وشوقهن الشديد لرؤية أطفالهن وأسرهن . هذا وطالب العميد (العروي) خلال اتصال هاتفي أجرته معه (الرياض) بتحرك سريع من قبل وزارة التربية والتعليم لوضع حد لما أسماه (مأساة معلمات القرى) بسب عشوائية تعيينهن والزج بهن في أماكن بعيدة عن منازلهن، حيث درجت معلمات القرى على توديع أطفالهن صباحا كل يوم من أيام الدراسة وهن يخشين أن لا يعدن إليهم مرة أخرى . و أضاف: أناشد المسؤولين وضع ضوابط صارمة حفاظا على حياة المعلمات كفحص السائق فحصا طبيا للتأكد من خلوه من الأمراض المزمنة وعدم تعاطيه لمواد تؤثر على إدراكه أثناء القيادة، والالتزام بسن عمري مناسب لا يقل عن 40عاما، إضافة إلى طلب استخراج تصريح ووضع (لاصق) على المركبة تؤكد أن السيارة اجتازت فحصا دقيقا يؤكد عدم وجود أي خلل فني فيها يجدد كل ستة أشهر، يلغى التصريح بعد مضي خمس سنوات على تقادم موديل السيارة أو ثبوت وجود عطل فيها، إضافة إلى شراكة مع الأجهزة الأمنية وخاصة (أمن الطرق) بحيث يقوم رجال الأمن بالتأكد من وجود هذا التصريح مع كل سائق والقيام بتفتيش عشوائي عند مخارج المدن من أجل ذلك . وأضاف (العروي): كما يتوجب إنشاء إدارة مختصة - تتبع إدارات تعليم البنات - تكون هي الجهة المخولة بمنح التصاريح تحيل طالب التصريح للجهات المختصة في الصحة والمرور قبل منحه إياه . جدير بالذكر أن إحدى الدراسات الحديثة المبنية على مسوح ميداينة أعطت نسبة مخيفة لحوادث المعلمات في المملكة تستلزم إيجاد حلول سريعة من قبل الجهات المختصة حيث وصلت النسبة إلى 6.2حوادث لكل 100معلمة خلال الثلاث سنوات الماضية فقط بينما بقية الحوادث المرورية لم تصل إلى 4لكل 100شخص . وأشارت الدراسة إلى أن منطقة الرياض هي الأعلى في حوادث المعلمات فنسبة الحوادث فيها 17% تليها منطقة عسير 14% ثم منطقة مكةالمكرمة بنسبة 13% وأقل الحوادث في منطقة حائل بنسبة 2% ثم المنطقة الشرقية 3% ومنطقة الباحة 7%. و أكدت الإحصائية أن سيارات الجمس هي الأعلى في الحوادث المرورية بنقل المعلمات بنسبة 43% تليها الباصات بنسبة 24% ثم سيارات الوانيت بنسبة 14% ثم سيارات الجيب 3% والحافلات 2%. أما أهم أسباب حوادث المعلمات - وفقا للدراسة - هو انفجار الإطارات والسرعة الزائدة وسوء الحالة الجوية، إضافة إلى أخطاء المركبات الأخرى .