أمس تناولت فروقاً متباعدة بين مَنء تعودناهم منذ خمسين عاماً وحتى الآن وهم أشبه بمن يخبط الأرض بقدمه صارخاً وهو يشير إلى أتباعه حوله.. نحن هنا.. وأن همجية هذا السلوك الانعزالي المتوثب بتنوع الاعتداءات لم تزد العالم العربي إلا هبوطاً، وكان ضياع القدس بعض خسائره، وتوطين الكراهية اللامعقولة بين العراق والكويت، ثم تقديم لبنان نموذجاً لتفريخ عداوات الفئات في طاعة الأفراد.. نماذج لسيادات انفلات غير معقول.. جميعه فروسية أفراد على حساب مستقبل أمة بالصراخ المتواصل.. نحن هنا.. التناول أمس كان بين هؤلاء وبين مسارنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي أكد في النمو المحلي المتواصل بشواهد الفعل.. أننا هنا.. وبشواهد العلاقات الدولية ومكاسبها العديدة.. أننا هناك.. كصداقات وتعاون وسيادة مكانة دولية.. ومع أن كائنات اللدغ الصغيرة.. الطائرة والزاحفة.. لا تتواجد إلا في مواقع العزل خارج حدودنا فأعتقد أنه لم يعد لدى أي واحد منا الوقت ليستمع إلى ما تكرره بعض الفضائيات الناشرة لردود فعل الكائنات الزاحفة وهي تكرر الولاءات والتحريض من داخل لبنان لمن التحقوا بمن قبلهم خارج لبنان، وحاولوا بناء أمجاد شخصية منذ نصف قرن باسم فلسطين.. عليهم أن يوفروا الآن للبنان كمبدأ.. الحياة الكافية الشريفة لشعبه الذي أخذ ينزح ويهاجر قبل أن يقسموا العالم العربي إلى ولاءات كاذبة.. نحن لا يضيرنا ما يقولون لأنه وفيه رغبة الإساءة لنا نجده موجهاً لتثوير تحريض مبطن للنزعات الطائفية المرضية، في الوقت الذي تتحد فيه ديانات أوروبا وطوائفها وعرقياتها ويترشح لرئاسة أمريكا رجل ملون.. ولم يقولوا لنا صورة مَنء تلك التي تكون خلف قائدهم وخطيبهم عندما يهدد ويتوعد.. اقرأوا صحف اليوم، ستجدون أفكاراً ومقترحات رجل شامل السيادة خارج وطنه عندما يتعامل الملك عبدالله في خطابه أمس مع المجتمع الدولي ليس بلغة التهديد ولكن بدعوات الدعم لمشروعات وصناديق مساندة الدول النامية وحماية البيئة ومستويات المعيشة.. ومن المضحك أن العالم العربي وبالذات لبنان ما إن انسلخ من ضراوة خصومات العرقيات حتى انحدر إلى ما هو أخطر وبالذات لبنان في ممارسة خصوماته الطائفية ليكون المعزول هو من يعيش في هذه الانحدارات السحيقة، أما من هو فوق شلل العرقية والطائفية فهو من يصافح العالمُ القوي، اقتصاداً وسياسة ومكانة، يمناه وهو يرحب بكل بناة التقدم الحضاري في طريق السلام..