فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد ظهر أمس تدابير مشددة وشنت عمليات تفتيش واسعة النطاق شمال غربي رام الله بحثا عن مهاجمين فلسطينيين اطلقوا النار باتجاه مجموعة من المستعمرين. وذكرت مصادر اسرائيلية ان اثنين على الاقل من المستعمرين اصيبوا في هجوم للمقاومة الفلسطينية من سيارة مسرعة، استهدف ثلاثة مستعمرين قرب مستعمرتي "حلميش" و"نفي تسوف" المتلاصقتين المقامتين على اراضي قريتي النبي صالح ودير نظام، واصاب اثنين منهم احدهما بجراح في الظهر والآخر في البطن. وعلى الفور شنت قوات الاحتلال حملة تمشيط وملاحقة واقامت الحواجز لا سيما عند مدخل قرية النبي صالح حيث اخضعت المواطنين لعمليات تفتيش همجية واجبرتهم على خلع ملابسهم بعد احتجازهم تحت اشعة الشمس اللاهبة، وفقا لما ذكره مواطنون ل "الرياض". على صعيد آخر، وفي سابقة هي الاولى من نوعها، كشف النقاب عن قيام مستوطنين من "يتسهار" بتصنيع صاروخ بدائي واطلاقه قبل اسبوعين باتجاه احدى القرى الفلسطينية القريبة دون ان يوقع اصابات. ونقلت صحيفة "معاريف" عن ضابط امن اسرائيلي أمس الجمعة القول: ان طالبا من المعهد الديني في مستعمرة "يتسهار" المقامة على أراضي قرى عوريف وعينبوس ومادما وبورين وحوارة جنوب نابلس، نجح في صناعة صاروخ وقام بإطلاقه باتجاه احدى القرى الفلسطينية المجاورة، الا انه سقط في منطقة فارغة، وسمع دوي انفجار كبير. وعلى الفور هرعت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الى موقع الانفجار ظنا منهم ان الصاروخ اطلقته المقاومة الفلسطينية التي كان لها محاولات سابقة على هذا الصعيد، لتكتشف ان الصاروخ اطلقه المستوطنون، وفتحت الشرطة والمخابرات الاسرائيلية تحقيقا في ملابسات الحادث. وذكرت "معاريف" ان مجموعة افراد الخلية التي اطلقت الصاروخ ابلغت مستوطني "يتسهار" بالامر مسبقا ونبهتهم الى عدم الاكتراث في حال سماعهم دوي الانفجار. وحسب الصحيفة فإن من بين المتورطين في الهجوم رئيس المعهد الديني الحاخام اسحاق شابيرا. وذكر المتحدث باسم شرطة الاحتلال داني بوليغ ان الشرطة شنت حملة تفتيش واسعة في المستعمرة واجرت عمليات تحقيق بحثا عن افراد العصابة الآخرين، دون اعتقالات. وحسب الصحيفة الاسرائيلية فإن المستوطن تعلم التصنيع من خلال شبكة الانترنت، لكن الشرطة تفتش عن الجهة التي زودته بالمتفجرات. يشار الى ان "يتسهار" تحوي مجموعات من غلاة المستوطين المتطرفين الذين ينفذون اعتداءات منتظمة بحق ابناء القرى الفلسطينية المجاورة بما في ذلك الاعتداء على المزارعين ومهاجمة المنازل واحراق الحقول الزراعية. كما ان رئيس المستعمرة المدعو يتسحاق غينسبيرغ الف كتابا في مديح المجرم القتيل باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف في شباط 1994.وفي القدسالمحتلة تظاهر العشرات من نشطاء السلام الاسرائيليين امام مقر قيادة شرطة الاحتلال في منطقة راس العامود شرق القدسالمحتلة احتجاجا على تقاعس الشرطة في لجم اعتداءات المستعمرين على المواطنين الفلسطينيين، اضافة الى منع هؤلاء النشطاء من دخول مدينة الخليل. من جهة اخرى، حاول ثلاثة من المستعمرين الدخول الى مقام يوسف القريب من مخيم بلاطة شرق نابلس امس الا ان قوات الاحتلال اوقفتهم ومنعتهم من الدخول بناء على قرار مسبق يحظر دخول الاسرائيليين الى المناطق الفلسطينية.