افاد تقرير صحفي نشر مؤخراً بأنه تم الكشف عن نحو 60حالة من الرجال المصابين بالايدز تزوجوا بفتيات غير مصابات ونقلوا لهن الفايروس في محافظة جدة الأمر الذي دفع الوزارة للتعجيل بادراج فحص الايدز ضمن فحوصات قبل الزواج وهو القرار الذي تم تطبيقه اعتباراً من مطلع العام الجاري .. انتهى الخبر. والسؤال هنا: كيف أصيبت تلك السيدات بهذا المرض القاتل؟ الاجابة واضحة في الخبر نفسه وهو انتقال المرض لهن عن طريق الازواج! ترى من أين أصيب هؤلاء الازواج؟ مما لا شك فيه انه كما يعلم الجميع واثبته الأطباء أن حالات انتقال العدوى تتم عن طرائق مختلفة من أهمها الاتصال الجنسي غير المشروع وكذلك نقل الدم الملوث بالفايروس، وعن طريق الابر الملوثة المستخدمة في تعاطي المخدرات، ولكن النسبة الأعلى للاصابة تأتي عن طريق ارتكاب ما حرم الله من الفواحش التي توعد الله جل شأنه فاعليها بالأمراض التي لم تكن في سابقيهم. الاجازة على الابواب وكثير من الشباب الاعزب والازواج يحزم الأمتعة ليضرب أكباد الابل سائحاً في ارض الله الواسعة بحثاً عن المتعة الذاتية بحجة الابتعاد عن المسؤولية العائلية وطلبات الزوجة والأبناء، فيذهب إلى بعض البلاد التي لا مانع لدى بعض العائلات فيها تحت وطأة الفاقة والعوز من تزويج بناتها لفترة لا تتجاوز الشهر وفي بعض الأحيان المعدودة بعقد في تلك البلاد وفي نيته الطلاق حال انتهاء أيام اجازته، فهل يعلم هذا الرجل كم رجلاً تزوجته تلك المرأة خلال العام بهذه الطريقة؟! أنا هنا لن أتكلم على الحكم الشرعي لمثل هذه الزيجات ولا لأفتي فللفتوى أهلها، بل سأتحدث عن الجانب السلبي سواء الصحي أو الاجتماعي. أول هذه السلبيات هو ما ذكر في خبر وزارة الصحة أعلاه وهو انتقال الإيدز وغيره من الأمراض الفتاكة للرجل، وهذا الرجل لا يعنينا بأي حال لانه ارتضى لنفسه هذه المكانة المرذولة لكن الذي يدمي قلوبنا ويجب أن يؤخذ في الحسبان هذه الزوجة المسكينة أم أولاده التي تنتظره بفارغ الصبر ليعود من غزوته المباركة حاملا لها في جعبته من الغنائم ما خف وزنه واشتد فتكه فتصاب بهذا المرض القاتل من دون ذنب اقترفته سوى أنها زوجة لهذا الشهم النبيل. أما الجانب الاجتماعي فهو خراب بيت وضياع أطفال كان يفترض ان يحيوا حياة كريمة بين والدين عفيفين وبكامل صحتهما، فضلاً عن احتمال انتقال المرض إلى أحد الأطفال في أثناء الحمل والولادة. ولابد لنا من الاشادة بقرار وزارة الصحة والشد على يد المسؤولين فيها بوجوب الصرامة والتشديد على صدقية هذا الفحص وعدم التساهل مع كل من يحاول تجاوزه بأي طريقة كانت، وأن تعتمد نتائج هذا الفحص من مختبرات مستشفيات وزارة الصحة ومختبرات مستشفيات القطاعات الحكومية فقط. ختاماً نناشد علماءنا الأفاضل أن يوضحوا الحكم الشرعي لمثل هذه الزيجات المؤقتة وتبيان ضررها وخطرها على مجتمعنا المسلم. وأيضاً وسائل الإعلام عليها دور لا يقل أهمية لتوضيح السلبيات الصحية والاجتماعية وتوعية الازواج والزوجات عن المخاطر المحتملة لتلك الزيجات المشبوهة. كما أوجه النداء لكل زوج استمرأ هذا الفعل أن يتقي الله في نفسه وفي زوجته المسلمة الغافلة وأن يبتعد عن كل ما من شأنه هدم أركان بيته وتشتيت أسرته وأطفاله.