أمي وأبي.. ماذا أقول عنكما يا من كنتما لي شمسا أضاءت حياتي ونبعا بالحب رواني وظلا وارفا أحاول انتقاء كلماتي واقطفها من رياض الحرف فتذبل قبل أن تخرج من فمي او ان يسجلها قلمي. أتعلمان لما؟ لأن بركان حبي لكما ثائر في قلبي. يدفعني الى أن ألزم الحرف التاسع والعشرين الا وهو الصمت أقف خاشعة أمام قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا ايه وبالوالدين إحسانا). يهزني اقتران عبادة الله بكما ويشلني موقف إياي عند قدميكما فقط إشارة مروري تتوقف هنا ويطلب مني خالقي أن أخفض لكما جناح الذل من الرحمة فأردد ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً. والدي وأنت في عقدكم التاسع مازلت جامعة في الحكمة والسياسة وتدبير الأمور كنت لي محدثا وموجها وناصحاً أهوى سماع التاريخ من شفتيك واشم أرض الوطن بعشق كما علمتني كل صخرة او ذرة تراب في هذا الوطن تقف أمام انجازاتك وكفاحك ومن معك من رجال بنو انجازات هذا الوطن تروي لي مساهمتك في بناء قصر السقاف في مكة. وان ما ضعف الإنسان في جسده يرد له في عقله فيكون لوذعى ألمعى انتم الشرفاء حسنت أفعالكم وسجاياكم حمداً لله أن جعلني منكم وانتسب اليكم.. كلكم بقيتم في قلوبنا وقلوب أبنائنا. والدي لا تعد الأيام ومن فقدت من الخلان فيكفينا انك باقي قمراً يضيء لنا الزمان أراك تبتسم قائلاً وأن رحلت فأقول أطال الله في عمرك على عمل يرضيه ومتعك بالصحة والعافية. أمي ثم أمي ثم أمي: بدأت بوالدي كما علمتنا كيف نحبه ونحترمه ونقدمه منذ أن كنا صغاراً حتى الآن وانتقلنا بهذه التوجيهات الى بيوتنا فجعلنا للرجل تقديره واحترامه اذا رأى شخص من العائلة تصرفاً أعجبه بنا قال أبناء نورة ولأعجب من نورة هذه؟ نورة صالح القرزعي والدها اول معلم في القصيم علم الحساب والقراءة عام 1338قبل افتتاح المدارس الحكومية في نجد تعلم في الزبير وعلم في عنيزة ومات شابا عام 1348ه.. وأسمت بلدية عنيزة شارعا باسمه تتلمذ على يديه ابن صالح وكان أطول منه عمراً فطالت فترة تدريسه أكثر أعود لك يا أماه لا يأخذني حب القصيم وأهلها وأنت من زرع بنا هذا الحب لا حب الأرض فقط بل حب الله ورسوله ثم الناس والعلم وكل خير زرعت بنا وإخواتي التسامح والتواضع كنا سبع بنات وثلاث ذكور فصرنا كأصابع اليد العشر منا الدكاترة والمعلمين والإداريين والموجهين ولكننا وأبناءنا أماه تحت قدميك يابنة السبعين وروح العشرين أنت لنا الحصن الأمين والرأي الحصين. أنت قاموس في الحكمة والتربية كلما أقرأ كتاباً في علم النفس والتربية ازداد لك عشقا وبك ثقة. *ابنتكم