لدينا طاقات شابة موهوبة تحمل عقولاً متطورة سلحت بسلاح العلم والمعرفة، ونحن في كل يوم نكشف العديد من هذه الطاقات الموهوبة التي يجب على الجهات المسؤولة عنها دعمها وتبني أفكارها لتظهر للعيان ولتقدم للبشرية اختراعاتها ومواهبها، لأننا بلد من الله عليه بحكومة سخرت كافة إمكاناتها لبناء الإنسان أولاً، ومن هذا المنطلق فإننا نرى أننا نملك كماً كبيراً من هذه المواهب التي تحتاج للدعم والمؤازرة. ومن خلال هذا الحوار التقت "الرياض" بالمخترعة سلطانة البابطين التي تمكنت من اختراع جهاز يستخدم كحارس ومنقذ ذكي من أخطار المسابح التي أصبحت الشغل الشاغل للعائلات التي يتوافر لديهم مسابح داخل منازلهم أو في أماكن استجمامهم وهمهم الأول كيف يحمون أطفالهم الصغار من أخطار المسابح. حارس ذكي في البداية أكدت سلطانة البابطين على ان اختراعها هو للوقاية من أخطار المسابح مشيرة إلى أنه عبارة عن جهاز يعمل على وظيفتين وهما منع حدوث الغرق بإذن الله، وأيضاً إنقاذ الغريق الذي يتعرض للغرق أثناء ممارسته السباحة. وقالت ان هذا المشروع أو الاختراع يتوفر فيه نظامان لأي مسبح، وهي نظام أمن يشير إلى دخول الأشخاص داخل المسبح، وكشف حالات الغرق والقيام بالإنقاذ تلقائياً، وذلك عن طريق حساسات متعددة ومرتبطة مع بعضها البعض بآلية معينة مشيرة إلى ان المنقذ الذكي يتكون من نظامين.. الأول نظام أمن والثاني نظام إنقاذ ويتكون نظام الأمن من جزءين أيضاً نظام أمان خارجي ونظام أمان داخلي فنظام الأمان الخارجي يعمل عند خلو المسبح وهو عبارة عن جدار اشعاعي يحيط بجوانب المسبح مكون من مصدر مشع ومستقبل وعند عبور هذا الجدار سينقطع الاشعاع عن المستقبل فيطلق صافرة إنذار معلناً عن تشغيل نظام الإنقاذ ويمكننا ان نحدد زمن الانقطاع ونستبعد زمن الانقطاع الصغير وبالتالي لا يتأثر النظام بأي قاطع له سريع كالطيور مثلاً أو ورق الأشجار وغيره، والتي تكون سرعتها أكثر بكثير من سرعة الشخص العابر. تفعيل الجهاز وتعطيله وأضافت: أنه عندما يراد استخدام المسبح فإنه يعطل النظام الخارجي ويعمل النظام الداخلي تلقائياً وهو عبارة عن حساسين، وعند خلو المسبح فإن هذا النظام سيطلق صافرة إنذار لمدة 7ثوان تعلن عن تفعيل الأمان الخارجي وبالتالي يكون هناك فرصة للمستخدم ان كان يريد ان يعود للمسبح ان يلغي تفعيل النظام الخارجي وفائدة هذا النظام أنه يضمن للمستخدم تفعيل جميع أنظمة الحماية قبل مغادرته للمسبح. وعن كيفية نظام الإنقاذ أوضحت البابطين أنه هو عبارة عن سطح مستو من البلاستيك المقوى شكل شبكة مستقرة في الوضع العادي أسفل المسبح وتستند على وسائد هوائية تكون في هذه الوضعية ممتلئة بالماء وعند حدوث الطوارئ يتم طرد الماء من داخل الوسائد بالهواء المضغوط والذي يتم توزيعه عبر الشبكة والمتولد من منظومة الضاغط الهوائي الموجودة خارج المسبح وعندما يتم دفع الهواء داخل هذه الوسائد فإنها ترتفع بفعل نظرية الطفو وترفع الجسم المراد إنقاذه إلى سطح الماء ويمكننا تفعيل نظام الإنقاذ يدوياً وذلك إما عبر معصم يرتديه المستخدم في يده مرتبط لاسلكياً بنظام التحكم يمكنه بأن يشغل نظام الإنقاذ عند حدوث طوارئ كالشد العضلي مثلاً وأيضاً يوجد مفتاح خارجي مستقل يمكن من هو خارج المسبح من تفعيل نظام الإنقاذ عند الحاجة. وترتبط هذه الأنظمة مع بعضها البعض عن طريق نظام التحكم (Programable Logic Control) والذي يبرمج بحسب الوظيفة المراد القيام بها وأداة الإنقاذ يمكن أيضاً استخدامها من باب التسلية والمتعة بحيث ترفع كل من في المسبح للأعلى في وقت واحد. أسباب الاختراع وعن الأسباب التي دعتها للتفكير بهذا الاختراع والخطوات التي سلكتها في اختراعها بينت المخترعة البابطين: ان الفكرة لهذا الحارس الذكي تولدت لديها عندما رأت إحدى قريباتها تشتكي من أخطار المسابح خوفاً من سقوط أحفادها في مسبح المنزل والذي يخلو من أي سور وبينت أنها لا يمكنها تسوير المسبح لأسباب خاصة، وبعد تكرر مثل هذه الشكوى من الكثيرات تبلورت الفكرة لديّ خطوة بخطوة حتى تكاملت وسعيت في التنفيذ لكن مضت سنتان وأنا لم أتمكن من طريقة فعلية لتنفيذها.. وبعد ان أقامت جامعة الملك سعود ورشة عمل عن كيفية إدارة المشروعات الصغيرة والتي أقامها الدكتور خالد الزامل وبما أني أعمل في الجامعة تسنى لي حضور هذه الورشة.. وبعدها اتضح لي طريقة تجسيم الفكرة، وذلك بعد ان رشحت لي مؤسسة خاصة وأنا اعتبرها خطوة نجاح بالنسبة لي ولا أنسى ان الجامعة كانت السبب في ذلك وحيث تم الاتفاق مع هذه المؤسسة بعقد حدد فيه المدة ومبلغ معين على ان تقوم المؤسسة أولاً من دراسة نجاح الفكرة واختبار كل جزء منها وتقديم أفكار تطويرية للفكرة وبعد ان تجاوزت هذه الخطوات قمت بالتقديم على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في طلب البحث الأولي وهي الخطوة التي تسبق التقديم على نموذج طلب البراءة.. وفعلاً تم ايفائي بالنتيجة والتي كانت خلو الوثائق المسلمة لي من تطابق الفكرة، وبعدها انتقلت للخطوة الثانية التقديم على طلب الحصول على براءة اختراع من المدينة ثم انتقلت إلى الخطوة الأخيرة مع المؤسسة وهي تمثيل أو نمذجة الفكرة لعرضها وتسويقها على القطاع الخاص.