دخلت حكومات ومؤسسات أوروبية عدة في منافسة للظفر بحقوق تمويل وتبني مشروع جهاز إنقاذ جديد، اخترعه سعودي فاز قبل أيام بالميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات، ونال جائزة الحكومة الفيدرالية السويسرية ونظيرتها الماليزية كأفضل اختراع للعام الحالي، بعد أن غضت الجهات التجارية والمنظمات العلمية في السعودية طرفها عن الاختراع الذي قوبل بتجاهل تام. وقال المخترع السعودي محمد المطرفي ل «الحياة»: «إن مشاركته في المعرض الدولي مرت بمعتركات عدة بدأت بقبول اختراعه ودعمه معنوياً من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وإخطاره بتبني تمويل اختراعه والمشاركة به في معرض جنيف الدولي للاختراعات». وتابع: «بعد ذلك سرعان ما تبددت تلك الوعود واستبعد المشروع، لتبدأ سلسلة التحركات الفردية والمخاطبات الدولية للجنة المنظمة التي خاطبت الجهات السعودية مبدية موافقتها بمشاركة المخترعين الذين لن يتضمنهم الوفد الرسمي شريطة أن يتحملوا جميع تكاليف الرحلة وقيمة إيجار المساحة المخصصة لعرض اختراعاتهم داخل أروقة المعرض». وزاد «مولت مشروعي على نفقتي الخاصة بعد أن وضعت له موازنة وصلت إلى 100 ألف ريال، وسهل أصدقائي المقيمين في ألمانيا اتفاقي مع شركة صناعية ألمانية كبرى لتصميم نموذج للاختراع، وسافرت لاستلامه وإجراء بعض الاختبارات عليه قبل توجهي إلى سويسرا للمشاركة في معرض عاصمتها الدولي، وهناك اكتشفت جهلي بالكثير من الأمور القانونية المتعارف عليها دولياً، والتي لم يسعفني الوقت لإنجازها، وحينها عرضت على الحكومة الفيدرالية السويسرية ونظيرتها الماليزية ومجموعة من الشركات الفرنسية والأميركية والألمانية إتمامها شريطة تكفلهم بتمويل المشروع وإنتاج الجهاز بكميات تجارية، بعد فوزي بالجائزة الأولى والميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات وتكريم الحكومة الماليزية لاختراعي كأفضل اختراع». وعزا المخترع المطرفي الفكرة الرئيسة التي انبثق منها اكتشافه إلى تناقل وسائل الإعلام المختلفة العديد من أخبار غرق الأطفال في أماكن مختلفة وتحت ظروف شتى، مشيراً إلى تبلور الفكرة في اكتشافه جهاز إنقاذ جديداً أطلق عليه اسم «نجاة»، يحول المسابح العادية إلى مسابح ذكية ترتبط بجهاز جديد يحوي أجهزة إحساس إلكترونية عدة وأرضية مسطحة ولوحة مفاتيح رقمية، بحيث يسهم الجهاز الجديد في منع حالات الغرق إطلاقاً ويحرس المسبح ويمنع التطفل عليه ويحافظ على نظافته ودرجة الحرارة داخله. وكشف أن الاختراع الجديد يمنع دخول المسبح إلا بعد إدخال رقم سري خاص وفي حالات التطفل ترتفع الأرضية المسطحة التي روعي فيها الجانب الجمالي بتزامن ألوانها مع ألوان المسبح خلال 10 ثوان ليطفو المتطفل إلى خارج المسبح، كما تحوي إعدادات لوحة المفاتيح الخاصة بالجهاز خيارات تمكن من هم خارج المسبح من إنقاذ الغرقى آلياً من دون الحاجة إلى تكبد عناء السباحة لإنقاذهم. وطالب الحائز على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات القائمين على مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدعم مشروعه من طريق تبني تنفيذ الإجراءات القانونية الدولية التي يستوجب إتمامها حفاظاً على حقوقه، مشدداً على أنه لن يطالبهم بتمويل تحويل النموذج الأولي إلى منتج تجاري كون العديد من الشركات تتهافت عليه إلا أنه يرغب في أن يسجل الاختراع باسم وطنه دولياً قبل ذلك. يذكر أن وسائل إعلام أجنبية عدة تفاعلت بشدة مع اختراع المطرفي وبثته نشرات أخبار محطة «بي بي سي» وأفردت العديد من الصحف السويسرية والألمانية والفرنسية مساحات واسعة من صفحاتها للحديث عنه، فيما كانت «الحياة» في استقباله مساء أمس في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة حين وصوله إلى السعودية عائداً بإنجازه وسط جمع غفير من العلماء والأعيان ورجال الأعمال.