يتمتع وطننا العربي بموارد إقتصادية متميزة تجعله مؤهلاً لسد احتياجاته الغذائية ووفقاً لتقرير الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي فإن المساحة القابلة للزراعة في الوطن العربي تبلغ 198مليون هكتار، ولكن المساحة المستغلة للإنتاج الزراعي هي 69مليون هكتار تشكل 34% من المساحة القابلة للزراعة، ويبلغ متوسط هطول الأمطار في الوطن العربي إلى 2285مليار متر مكعب في العام وتحمل الأنهار إلى المناطق الزراعية العربية ما مقداره 204مليارات متر مكعب في العام الواحد ويبلغ مخزون المياه الجوفية العربة 7734مليار متر مكعب، أما إجمالي الموارد المائية المستخدمة في الزراعة فيقدر بنحو 169مليار متر مكعب في العام. ويلعب القطاع الزراعي دوراً هاماً في اقتصاديات معظم الدول العربية، حيث يبلغ الناتج الزراعي العربي نحو 68مليار دولار أمريكي بما يمثل 8% من الناتج الإجمالي المحلي لتلك الدول، وعلى سبيل المثال فإن الناتج الزراعي يمثل 37% بالنسبة للسودان و32% للعراق و25% لسوريا و18% للمملكة المغربية و15% لكل من مصر واليمن و12% لتونس. وتشكل القوى العاملة الزراعية 31% من الحجم الكلي للعمالة في الوطن العربي، كما تقدر قيمة واردات الدول العربية من السلع الغذائية الرئيسية بنحو 18.5مليار دولار أمريكي تتصدرها الحبوب والدقيق وتشكل تلك الواردات في إجماليها نسبة 40% من تلك الواردات وتليها منتجات الألبان بنسبة 14% ثم الزيوت النباتية بنسبة 11% واللحوم بنسبة 10% ثم السكر بنسبة 7% والفواكه بنسبة 5%. أما قيمة الصادرات من السلع الغذائية الرئيسية في المنطقة العربية فتقدر بنحو 3.9% مليار دولار وتشكل الأسماك والتمور والخضر المصدر الأساسي لتلك الصادرات. كل تلك الاحصائيات تؤكد وبقوة على ان الفجوة في السلع الغذائية الرئيسية كبيرة وتقدر بنحو 14.8مليار دولار تشكل الحبوب 50% منها تليها الألبان بنسبة 17% ثم اللحوم بنسبة 12% ثم الزيوت بنسبة 10% والسكر بنسبة 8% ومن هنا تبرز أهمية التسويق للمنتجات الزراعية العربية تنمية للتجارة البيئية بين تلك الدول وحلا لتلك المشكلة المزمنة ومن أهم التحديات التي تواجه التسويق الزراعي العربي غيبة الفلسفة الفكرية التسويقية في المنشآت، وكذلك غيبة الأدوات الابتكارية في صناعة القرارات التسويقية، ووفقاً لدراسة علمية أعدها الخبير الزراعي د. طلعت أسعد فإن هناك تحديات أخرى مثل اعتبار بحوث التسويق أمراً ترفيهياً يستخدم فقط عند (المرض) وضعف إنتاجية النشاط التسويقي والبعد الشديد عن الارتباط بمفاهيم الجودة الشاملة، وكذلك البعد عن تحقيق الاستفادة السريعة والمطلوبة عن أساليب التسويق المباشر والتسويق عبر الإنترنت. إن من أساسيات التسويق ان النفس البشرية في حاجة دائمة للحصول على خدمات ومنتجات محددة وبعضها ضروري مثل الطعام والشراب وتستهدف السياسات التسويقية الزراعية عموماً تحقيق عدة أهداف ومنها الاستقرار في الأسعار والدخول. حسن توجيه الموارد الزراعية زيادة مستوى الأسعار والدخول الزراعية وتحقيق أهداف التخطيط من خلال التحكم السعري الذي يعتبر أداة فعالة لتحقيق أهداف التخطيط.