اندفعت أسعار النفط بقوة إلى المسار الصاعد في مستهل تعاملاتها الأسبوعية ليوم أمس الأول متأثرة بعدد من العوامل التي ضغطت على نفسية المتعاملين بأسواق الطاقة التي تشهد تركيزا إعلاميا وجدلاً سياسياً منذ تنامي أسعار النفط إلى مستويات قياسية تهدد نمو الاقتصاد العالمي. فقد أدى رشح أنباء عن حدوث حريق في منشآت نفطية بحقل نرويجي تديره شتات أويل النرويجية وينتج حوالي 15ألف برميل يوميا إلى عودة القلق لدى المستهلكين بشأن شح مصادر الطاقة إلى الأسواق الأوروبية وتناغم ذلك مع مواصلة الدولار الأمريكي تراجعه مقابل اليورو تحت وطأة بيانات أظهرت انكماشا أكبر من المتوقع بقطاع الصناعات التحويلية في ولاية نيويورك وتصريحات متشددة من البنك المركزي الأوروبي. وتعزز المسار الصاعد لأسعار النفط ليقفز 5دولارات للبرميل بعد أن قالت الصين أنها أضحت تستورد الجازولين بالكامل من الخارج حيث صعدت وارداتها من الجازولين إلى 338.572طناً مترياً خلال شهر مايو وكانت الصين تصدر حوالي 160ألف طن من الجازولين إلى الأسواق الآسيوية وهو المرة الأولى التي تصبح مستوردا بالكامل للجازولين وذلك نتيجة إلى هبوط معدل إنتاج المصافي الصينية الذي تراجع بنسبة 1.2% إلى 27.87مليون طن الشهر الماضي. الدول النفطية من جانبها تحاول تهدئة الأسعار من خلال ضخ مزيد من النفط إلى الأسواق والعمل على ضمان عدم حدوث شح يعتري الأسواق حيث تعتزم المملكة زيادة إنتاجها إلى 9.7ملايين برميل يوميا في يوليو المقبل فيما يرجع أن تتخذ الدول الأعضاء في أوبك خطوات مماثلة بهدف التأكيد على أن السبب في ارتفاع أسعار النفط لا يعود إلى نقص في إمدادات الطاقة وإنما إلى عوامل أخرى يجب على الدول المستهلكة العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها برؤية تحقق الفائدة للجميع. وتشير الإحصائيات الى أن مخزونات الدول الصناعية من النفط لا تزال في معدلات عالية تفوق ما هي عليه في السنوات الماضية غير أن عوامل المضاربات وانهيار صرف الدولار هي التي تعزز المسارات الصاعدة لأسعار النفط، كما أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية الأخرى جرت بدوره أسعار الطاقة إلى الوصول إلى هذه المستويات القياسية. وقد ارتفع خام ناميكس القياسي في بداية التداول لهذا الأسبوع في الأسواق الأمريكية إلى 139دولاراً للبرميل بارتفاع يقدر بحوالي 4.5دولارات عن مستوى إغلاقه ليوم الجمعة الماضي فيما ارتفع خام برنت القياسي إلى 137.6دولاراً للبرميل بارتفاع يصل إلى 2.5دولار عن يوم الجمعة الماضي.وارتفعت أسعار الجازولين إلى مشارف 4دولارات للجالون مع اقتراب موسم القيادة وزيادة الاستهلاك على هذه المادة الحيوية للمواصلات، كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي إلى 12.8دولاراً لكل ألف قدم مكعب نتيجة إلى إقبال المضاربين على عقود الغاز الطبيعي التي تعتبر مغرية للشراء بصفته الأكثر ملاءمة للبيئة. وسجلت أسعار الذهب تناميا يقدر بحوالي 2.5% لتصل الأسعار 895دولاراً للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى 17.4دولاراً للأوقية.