رغم الاختلافات بين المرشح الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما، الا ان مؤشرات تدل على ان ما يجمع بين الاثنين هو عزمهما على تغيير مسار الولاياتالمتحدة. وبغض النظر عن من سيفوز في الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني - نوفمبر، فإنه من المرجح ان تنضم الولاياتالمتحدة، اكبر قوة اقتصادية في العالم، إلى الجهود الدولية لمكافحة التغيير المناخي. وسيتم اغلاق معتقل غوانتانامو، وسيتم الترحيب بالمهاجرين ولكن بدرجة محددة، بدلاً من نبذهم. وينتقد المرشحان العلاقة الوثيقة بين المقربين من البيت الابيض والذين يحصلون على السلطة والمال على حساب الناخبين. ويتحدث الاثنان عن تجفيف مستنقع الخلافات الحزبية والتوصل إلى حل وسط لأحداث التغيير. وفي كلمة امام مؤتمر لمالكي الشركات الصغيرة الاسبوع الماضي، قال ماكين ان الناخبين "تعبوا من صراخ الناس على بعضهم البعض في اميركا". وأضاف "يريدوننا ان نحترم آراء بعضنا. ويريدوننا الآن ان نتبادل الآراء ونتشارك في آمالنا وأحلامنا وتطلعاتنا ومخاوفنا. الاميركيون يريدون الحوار". وبالنسبة لماكين، فإن الفرق الكبير بينه وبين اوباما انه يملك سجلا في احداث التغيير، فيما لا يملك خصمه الديموقراطي سوى الكلمات. ويقول اوباما ان ماكين هو نسخة عن جورج بوش حتى حين يعد بتضميد جروح البيت الابيض. وفي ظل رئاسة بوش، ابتعدت الولاياتالمتحدة عن معاهدة كيوتو حول الاحتباس الحراري، الا ان اوباما وماكين يفضلان الاسلوب الاوروبي الخاص بخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة. وسينتهي سريان معاهدة كيوتو الملزمة اثناء رئاسة الرئيس الاميركي المقبل، ويجتمع المفاوضون حاليا في المانيا للتفاوض بشأن التوصل إلى اتفاق جديد بنهاية العام المقبل. ويؤكد العلماء اهمية ان تقود الولاياتالمتحدة اي اتفاق مستقبلي بشأن المناخ اذا اريد لأكبر دول نامية في العالم ومن بينها الصين والهند، الانضمام إلى المعاهدة والبدء في تخفيف اسوأ الآثار المترتبة على الاحتباس الحراري. الا ان الخلافات السياسية الاميركية تسببت في افشال مشروع قرار في مجلس الشيوخ قبل نحو الاسبوع. وأيد اوباما مشروع القرار وعارضه ماكين لأنه لا يتطرق إلى الطاقة النووية. ويتفق ماكين وأوباما على اغلاق معتقل غوانتانامو الذي يحتجز فيه من يشتبه في انهم ضالعون في "الحرب على الارهاب"، وحظر اية اساليب تحقيق قاسية مثل "التغطيس بالمياه" الذي يعتبره الناقدون بمثابة التعذيب. ويتفق اوباما وماكين، الذي عانى من التعذيب خلال سجنه مدة خمسة اعوام في فيتنام، بشأن محاكمة معتقلي غوانتانامو "على الفور"، رغم ان ماكين يفضل استخدام محاكم خاصة انشأها بوش بدلا من المحاكم الاميركية. وعلى اية حال، فقد تلقت ادارة بوش صفعة قاسية عندما اصدرت المحكمة العليا الخميس حكما يقضي بأن معتقلي غوانتامو لهم الحق في الطعن في اعتقالهم امام محاكم مدنية اميركية. وبالنسبة للهجرة، فإن اوباما وماكين يدعمان تطبيق اصلاحات تعالج الوضع القانوني غير الواضح الذي يواجهه نحو 12مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولاياتالمتحدة رغم ان الاثنين ابديا اثناء حملتهما الانتخابية تشددا بشأن امن الحدود. وفي حديثهما عن تبني خطاب سياسي جديد، قال المرشحان انهما يسعيان إلى التواصل مع الناخبين المعتدلين والمستقلين الذين تعبوا من الطريقة التي تدار بها الامور في واشنطن. وقال اوباما في الثالث من حزيران - يونيو عندما حصل على ما يكفي من اصوات المندوبين لهزيمة منافسته هيلاري كلينتون "قد نطلق على انفسنا اسم ديموقراطيين او جمهوريين، ولكننا اميركيون اولا ودائما". وعلق المحلل ديريك تشوليت من مركز الامن الاميركي الجديد الموالي للديموقراطيين "اوباما هو مرشح يسعى إلى التغيير، ولكنني كأميركي اشعر بالسرور من نتيجة الانتخابات التمهيدية". وأضاف "ماكين يؤمن بضرورة معالجة مسألة التغيير المناخي، ويؤمن بوجوب عدم اللجوء للتعذيب، ويؤمن بإغلاق غوانتانامو. والمرشحان يمثلان بهويتهما وما يمثلانه تغييرا عن مسار بوش".