فيما يشبه المعجزة عاد عامل تنظيف نجا من الموت بعد سقوطه من الطابق السابع والأربعين، للوقوف على قدميه بعد ستة أشهر. ولم تصدق أسرة ألسيديس مورينو وأصدقاؤه وأطباؤه أعينهم وهم يرونه في كامل عافيته بعد الحادث الرهيب الذي قتل فيه شقيقه. ويرى الأطباء أن نجاة هذا العامل، الذي لا يشكو الآن إلا من عرج بسيط وآثار جرح في ساقه اليسرى، تشبه المعجزة. وكان مورينو، ( 37عاماً) وشقيقه إدغار ( 30عاماً)، ينظفان نوافذ شقة في الطابق العلوي لناطحة سحاب في مدينة نيويورك عندما انقطعت الحبال المثبتة للحاوية التي كانا بداخلها بسقف المبنى.. فهوت الحاوية بهما من ارتفاع 500قدم، وأصيب أليسيديس بجراح في المخ والصدر والبطن وكسور في ضلوعه ورجليه وأحد ذراعيه. واحتاج علاجه لإجراء 16عملية جراحية واستهلاك 24عبوة دم خلال ستة أسابيع.. وأصيب الأطباء بدهشة بالغة عندما نطق مورينو بأول كلمات بعد الحادث في ذكرى أعياد الميلاد، بعد إفاقته من غيبوبة كاملة.. وكانت أول عبارة تصدر منه، عند استعادة وعيه، للمرة الأولى بعد الحادث: "ماذا فعلت؟". والآن عاد مورينو، وهو أب لثلاثة أطفال، إلى منزله، بعد عدة أشهر تلقى فيها العلاج الطبيعي، بمعدل ثلاث جلسات في الأسبوع.. ويقول الدكتور فيليب باري، رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى نيويورك، الذي كان مستر مورينو يتعالج فيه "في العادة عندما يسقط الشخص من ارتفاع يزيد على عشرة طوابق لا نراه، لأنه في الغالب يصبح جثة تستقبلها المشرحة. فحالة مورينو مشابهة للحالات النادرة التي تكتب لها النجاج في حوادث تحطم الطائرات".