عندما فكرت في وضع قائمة بالمذيعات العربيات اللاتي من الممكن أن أتهور وأقارنهن ب"أوبرا ونفري" المذيعة الأمريكية المعروفة، وجدت أن المجموع هو صفر - بيد صناع الإعلام أو بأيدي المذيعات أنفسهن- المهم أنني وأنا أصنع هذه المقاربات تبيّن لي أن مجتمعاتنا العربية لن تتفاعل بأي حال مع تعرية أوضاعها لسبب بسيط هو أن من يعري الأوضاع دائماً ما يحاول التكسب السطحي من وراء إثارة الموضوعات فقط لا لحلها كما يحدث في برنامج أوبرا، وهو وضع بالفعل آخذ في التعقيد كل يوم أكثر وأكثر. عندها بدأت أفكر من زاوية معاكسة، فإن كان ولا بد لنا أن نخفي مشاكلنا أو نجملها على الأقل لماذا لا نفكر بشيء أجدى من أن نحاول جاهدين كسر التابوهات الاجتماعية وإبراز مظاهر الفشل والسوء والتراجع والتخلف، فبدلاً من كل ذلك لماذا لا نقوم بتسليط الضوء على حالات التميز والنجاح؟. علّ هذه النماذج الإيجابية تصبح قدوة جميلة يُحتذى بها، هذه الحالات الناجحة تمثل الإثارة التي تبغيها السلطة الإعلامية من جهة، ومن جهة أخرى ستشبع ميل الإنسان للنماذج المثالية والواقعية. هذه الطريقة في التفكير يجب أن تنتقل إلى الأسرة والقطاعات التربوية كافة لأن التركيز على التميز ودراسة أسبابه سيؤدي تلقائياً إلى تعميم هذه الحالات على الجميع وهو أفضل بلا شك من مجرد الشكوى من سلبيات المجتمع وأزماته. أتمنى أن نتحول إلى شعوب إيجابية، وإن لم تتوفر لنا أوبرا ونفري مثلاً نستطيع خلق نموذج جديد من الإعلاميين همّه الأول التركيز على المناطق المضيئة التي ستكون ملهمة لجيلنا وللأجيال القادمة. ومن المذيعين العرب الذين انتهجوا هذه الطريقة الإيجابية المذيع السعودي تركي الدخيل الذي لوحظ عليه التركيز على الجانب الإيجابي وإبراز شخصيات كانت بعيدة عن الذهنية العامة وهو سلوك إعلامي جيد نتمنى أن ينتشر بين الجميع.