بداية أعلم أنها قضية سبق أن تناولتها بعض الأقلام من خلال الصحف وبعض وسائل الاعلام لأنها بدأت في الآونة الأخيرة تظهرفي مجتمعنا المسلم كحالات فردية فلا ينبغي السكوت والتغافل عنها حتى تصبح ظاهرة ان أهمل علاجها من قبل ذوي الاختصاص، واعني بذلك قضية (اساءة معاملة الأب وزوجته لمن تحت حضانته من الأبناء من زوجة اولى وخاصة الفتيات الصغيرات)، وما قضية الطفلة شرعاء والطفلة غصون عنا ببعيد، ان غصون أو شرعاء أو غيرهن ممن لاقين هذه النهاية المأساوية قد عاشت احداهن سنوات طفولتها الاولى قبل ان تنتزعها يد الغدر من حضن والدتها الدافئ ولم يدر بخلد هذه الطفلة البريئة انها ستقضي على يد شخص يفترض انه اليد الحانية والحضن الدافئ الثاني بعد والدتها يغدق عليها من عطفه وحنانه ما يجعلها تنشأ بنفسية سوية بعيدة عن كل شائبة تعكرصفو طفولتها البريئة، وهنا تساؤل! لو قدر لها أن تنعم باستمرار حضانة ورعاية والدتهاهل كان سيحدث لها ما حدث وتزهق روحها الطاهرة بتلك الطريقة الوحشية البشعة، جميعنا يعلم أن الأب حتى في وجود الأم لايمكن بحال من الاحوال أن يماثلها في توفير العطف والرعاية والأمان النفسي لطفلة، فكيف به إذا طلق والدتها وامتلأت نفسه حقداً وغيظاً عليها فيصب جام قسوته وغلظة قلبه على تلك البريئة انتقاماً من طليقته ولا ذنب لها سوى انه لم يكتب لوالدتها الاستمرار معه. وهناك أمثلة اخرى تتفطر لها القلوب منها على سبيل المثال الطفلة أريج ورزان وبلقيس.. وهلم جرا من أمثلة تدمي قلب من لديه ادنى درجات الإنسانية والخوف من الله. إني أناشد من بيده زمام الأمر من رجال الدين الأفاضل بإعادة النظر عاجلاً في حضانة ورعاية الفتاة بعد انفصال والدها واعطاء حق حضانتها للاصلح حسب تعاليم شريعتنا الإسلامية وتمد يده لاطول فترة ممكنة حيث الفتاة الصغيرة إذا انتزعت من والدتها وهي في السابعة من عمرها كيف ستتدبر أمورها ومن سيعتني بها ويفهمها بعض الأمور التي تكون فيها الفتاة بأمس الحاجة لوالدتها خاصة عند البلوغ، ولا أعتقد ان اباً عذّب ابنته حتى الموت سواء لارضاء زوجته الاخرى أو بمساعدتها سيلتفت أو ستلتفت زوجته لتلك المستضعفة بتوجيه أو ارشاد، في حين لم نسمع على مر العصور عن أم عذبت ابنتها حتى الموت إلا ان كانت تعاني من خلل عقلي أو مرض نفسي وهنا يرفع عنها القلم. اخيراً اتمنى من الله العزيز الجبار ثم منء مَنء بيده القرار النظر بعين الرحمة والإنسانية لتلك الفئة المقهورة وانصافها ورفع الظلم عنها قبل ان تتخطفها يدٌ الردى حينها يندم الجميع ولات حين مندم.