اكد رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني تأييد العرب السنة للاتفاقية الأمنية المزمع عقدها مع الولاياتالمتحدة، وقال نحن دولة نفطية بحاجة إلى غطاء استراتيجي لحماية ثرواتنا إلا إذا كان النظام العربي سيؤمن لنا ذلك، موضحاً بقبوله تحالفاً إيرانيا تركياً لتأمين التغطية ولتجنب رفض السنة أو الشيعة لإحدى هاتين الدولتين إذا تقدمتا لتغطية الإستراتيجية منفردة. كما أبدى المشهداني استعداد بلاده توفير الأمن للدبلوماسية العربية وقال في حوار ل "الرياض" "مستعدون أن نجلس السفراء العرب في بيوتنا ونحميهم قبل أن نحمي أنفسنا" مبدياً تساؤله لماذا تكون السفارة الإيرانية في العراق أقوى سفارة بعد سفارات بعض الدول الغربية في حين شوارع بغداد خالية من أي لمسة عربية. وتطرق المشهداني للقطيعة بين الحكومة وجبهة التوافق السنية موضحاً بأن عودة التوافق في الوقت الحالي ستضعف أهل السنة وستؤسس لقاعدة هضم الحق من قبل أهله، وان عودة التوافق يجب أن يصحبها توزير وزراء من التوافق وإسناد حقائب مثل الداخلية والنفط والاقتصاد لهم وليس وزارات مثل شؤون المرأة وغيرها موضحاً بأن قبول السنة بوزارات غير هامة سيجني على القادم من أجيال السنة التي ستعطى هذا الإرث كجزء من عرف سياسي. ووصف المشهداني العملية العسكرية التي تمت في البصرة ومدينة الصدر بعملية استئصال السرطان من الجسم فإما ترك المرض يقتل الجسم او استئصال المرض ثم الشفاء، مشيراً إلى أن عصابات إرهابية استطاعت خطف التيار الصدري العروبي كما اختطفت القاعدة المجتمع السني فأصبح ينظر له على انه إرهابي. وتطرق المشهداني إلى وضع تنظيم القاعدة في العراق مشيراً إلى أن التنظيم قبر في الفلوجة ولم يتبق إلا عصابات إجرامية بدأت تعتدي على أعراض مؤسسي المقاومة العراقية. فإلى نص الحوار : @ قمتم قريباً بزيارة إلى سورية ودول جوار العراق، ما أبرز نتائج هذه الجولة؟ - في الحقيقة هذه الزيارة خاصة جداً، وكانت تحمل أجندات كثيرة سياسية واقتصادية وأمنية، ونحن نشعر أننا بحاجة إلى الشقيقة سورية في دعم الوضع الأمني في العراق خصوصاً بعد ما حدث في الموصل من انجاز جيد للقوات الأمنية واستجابة المواطنين لها، وعندما كنت في بيروت أثرت أن يكون طريقي عن طريق دمشق إلى بغداد كي التقي مع الرئيس بشار الأسد لكي نبحث معاً آخر التطورات العملية السياسية والأمنية والاقتصادية ثم كان الملف الحاضر دائماً وهو ملف المهجرين حيث تم بحثه مع الإخوة الأردنيين والسوريين والمصريين وكيفية معالجته وحماية أهلنا العراقيين من الاختراقات الأمنية والمخابراتية ومن الانهيار النفسي والمعنوي لهذه الشريحة المهمة من أهلنا والذين ظلموا بتهجيرهم قسراً نتيجة الاحتقان الطائفي الذي أودى بحياة عشرات وبتهجير مئات آلاف وكانت الآراء متطابقة وكان هناك نَفَس طيب أكثر من ذي قبل خاصة بعد الموقف في لبنان وأصبح هناك استعداد أكثر من دول الجوار لاستقرار العراق لأنهم شعروا أن استقرار العراق يصب في مصالحهم جميعاً وعدم استقراره سوف يأتي على الأخضر واليابس خصوصاً في المنطقة العربية والخليجية على وجه التحديد ولذلك ينبغي علينا أن نفعل العلاقات البينية العربية وخصوصاً أنني امثل مجموعة البرلمانات العربية وعليه ينبغي أن نفعّل هذه العلاقة لأن العراق بدون محيطه العربي سيكون كسمكة التي تسبح خارج المياه، والعراق بحاجة للمياه العربية كما تعلم خصوصاً أن بعض دول الجوار لديها تأثيرات سلبية علينا فالفراغ الذي تركه العرب في العراق مليء من قبل الآخرين بطريقة لم تخدم امن واستقرار العراق نحن نأسف بشدة عندما ننظر إلى المشهد العراقي فنجد الغربيين والشرقيين والجن والإنس ماعدا العرب وهذا مما يسيئنا كثيراً، وربما هناك أسباب كثيرة فقد نكون احد أسباب هذا الابتعاد ولكننا حديثو عهد بإدارات الأزمات وإدارة الدول وإذا أخطأنا فربما نعذر أما الدول العربية فهي دول عريقة في الاستقرار وفي إدارة الدولة وفي العلاقات وفي النظرة الإستراتيجية ولديها المؤسسات الهادئة التي تجمع المعلومات وتستطيع أن تستنتج الاستنتاج الهادئ الرصين فلا تعذر، نحن عندما نخطئ نعذر فلا يوجد لدينا مؤسسات لصناعة الرأي أما الدول القائمة المستقرة فلا نعذرها، ثم هذا الحضور العربي الفاعل في بيروت فلبنان ليس أهم من العراق ولكن حظ العراقيين مع أهله ليس وافراً. @ ألا ترون أن العراق أصبح عصياً على الدول العربية فصار العراق يلفظ محيطه العربي؟ - بسبب الغياب العربي روجت بعض الجهات هذه الثقافة ونحن لا نستطيع أن ندافع ضدها، لماذا؟ لأن هذه الأجندة بنيت على الفراغ العربي.. فالعراقيون العرب في لحظة من اللحظات وليس السنة العرب شعروا أنهم لا يستطيعوا ان يدافعوا عن أجندتهم العربية لعدم وجود الدعم والقرب، في البداية كان هناك المستوصفات السعودية وكان يعالج الشيعة أكثر من السنة وما أن حدث الانفلات الأمني حتى غادروا ولهم أسبابهم في المغادرة، نحن لا نريد أن نتخذ قراراً نيابة عنهم فهم في النهاية يتبعون لدولة مستقلة لها رؤية واضحة ومهما كانت العلاقة قوية فكلٌ يبحث عن مصلحته، ولكن الآخرين ملأوا الفراغ واقتربوا كثيراً من الشارع العراقي من خلال مؤسساتهم وتنظيماتهم السرية والعلنية وصوروا للعالم أن الخليج هو مصدر الانتحاريين والتكفيريين وساهم في ذلك بعض علماء السوء ممن لا يفقهون فقه الواقع وأصبحنا في حالة الدفاع وتعلم أن الذي يدافع هو الأضعف فأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم وتعمقت الأزمة.. هذه الدائرة المغلقة.. العرب يشعرون بعدم الترحاب والعراقيين يشعرون بعدم الوجود وأصبح لدينا حلقة مفرغة لا بد ان نكسرها في احد مفاصلها لكي ننتهي من هذه الدوامة وأظن أن الحكمة تقول إن الشعب العراقي الذي يستقبل الغربيين الذين لا يشعر بالود تجاههم فعلاً يكن الاحترام لأهله العرب والآن في مؤتمر اربيل استطعت أن اكسر هذا الحاجز النفسي واستطعنا أن نأتي بكافة قادة البرلمانات العربية وكان عرساً عربياً في أربيل مما يثبت بأن اربيل جزء من العراق والعراق جزء الأمة العربية ومع ذلك الدبلوماسية الخارجية العربية لم تستثمر هذا الحدث وتبدي حسن النية بل تتحجج بالأسباب الأمنية، نحن مستعدون بأن نوفر لكل سفير عربي يأتي.. نجلسه في بيوتنا نحميه قبل ان نحمي أنفسنا ولكن نحن نجد أن هذا التردد ليس هذا سببه فقط، لماذا تكون السفارة الإيرانية أقوى سفارة بعد سفارات الدول الغربية، من الممكن توفير مكان آمن وحماية إلى آخره أو على الأقل القيام بزيارات مكوكية، ونحن نعتقد أن الوجود الأجنبي في العراق هو بالنسبة للخليج هو وجود صديق صحيح يختلفون معه في الأجندة ويعتبروه تحدياً للإرادة العربية واحتلال بلد عربي الخ.. إذن الدول التي تمثل هذا الوجود لديها علاقة متميزة مع الدول العربية، أنا اعتقد أن النظام العربي عموماً ابتعد عن العراق بسبب سوء... وعلينا أن نبادر مبادرات جيدة جداً كما بدرنا في لبنان، وأعتقد أن العراقيين سيشعرون بعد قضية لبنان أن العرب أيضا بدأوا يكيلون بمكيالين فيما بينهم..، العراق دولة نفطية وهي مصابة تئن تحت المصائب التي تسمى بالاحتلال أو الغزو فالأخ عندما لا يجد أخاه قريباً منه في وقت المحنة.... العراق عندما يقف على رجليه ويستطيع أن يسد نفقاته فليس بحاجة إلى أحد ولا للأمة العربية فآخر برميل نفط يخرج من العراق، رأينا في مؤتمر ستوكهولم مئة دولة محورية تساند العراق وتخطب وده ثم "بنت العم ما تريدني" و"الغريبة تريدني" هذا ليس منطقياً أنا اعجز عن فهم ذلك، ربما لأني حديث عهد بالإدارة. @ ربما هزم العرب في ساحة العراق وأصبح الدور لإيران؟ - لماذا هزم العرب؟ أصبح لنا خمس سنوات نقاتل الا ترى دورنا ماذا صنعنا... اذا أخوك يقاتل على طول الخط ولم تنهر قواه إلى حد الآن هل تدعمه أو تنتظر إلى ان يموت، لذلك نحن مأساتنا نحن العرب السنة مأساتان مأساة الاحتلال ومأساة أهلنا إخواننا المبتعدين عنا ويستقبلون الآخرين ورحلات هنا وهناك وجولات بينما العمل الحقيقي في شوارع بغداد خال من أي لمسة عربية. @ فيما يخص حديث السيد نوري المالكي في مؤتمر العهد الدولي عن عودة اللاجئين طواعية إلى العراق، هل ترون أن الأرضية مناسبة لعودتهم؟ - بسبب الظرف الأمني لا يمكن أن نجازف ونقول لهم عودوا ولكن في غضون ستة أشهر القادمة يجب أن نوفر الجو الآمن مئة بالمائة لإرجاعهم هذا هو الحل، ولكن الأرضية الآن مازالت تحت الإنشاء ولم تكتمل. @ هل ترون ان تعامل مجلس الرئاسة مع المشاكل الأمنية وخاصة ما حدث في مدينة الصدر له نتائجه الايجابية على المدى القريب والبعيد أما أن ما يحدث مجرد هدنة؟ - ما حدث في البصرة ومدينة الصدر هو ان مجموعات إرهابية عراقية تدار استطاعت ان تختطف التيار الصدري من بين أحضاننا فالتيار الصدري تيار عروبي كانت له مواقف مشرفة وسبق ان قاتل في الفلوجة وله ثوابت راقية بل أرقى من الحزب الإسلامي وأحيانا من التوافق، العلة هي شبيهة باختطاف القاعدة للمجتمع السني بحيث أصبح ينظر إليه بأنه إرهابي، أيضا هذه المجاميع اخترقت التيار الصدري واختطفته فالذي جرى أننا استرجعنا أهل السنة من القاعدة والتيار الصدري من المجموعات الإرهابية، هذه العملية التي حدثت شبيهة بالعملية الجراحية لمصاب السرطان فإما أن تترك المرض يأكل المريض او اجري عملية جراحية مؤلمة ولكن بالنتيجة سأستأصل السرطان منه وسيتعافى. @ بخصوص الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بشكل عام هل تؤيدون اتفاقية أمنية إستراتيجية مع الولاياتالمتحدة؟ - العرب السنة يؤيدون ذلك لكن ليس بالإطلاق، نحن دولة نفطية انهارت قواها الأمنية وبحاجة إلى غطاء استراتيجي لحماية الثروة ولندعم بها استقلال العراق أولا وحماية ثرواتنا ونظامنا السياسي من الاعتداء، فمع من نتفق إذا أردنا دعم استراتيجي إذا كان العرب سيؤمنون ذلك فنحن لن نبرم هذه الاتفاقية، إذا كان بإمكان ايران وتركيا معاً تأمين التغطية فلا مانع أيضاً، لكن لن يقبل السنة بإيران لوحدها لأنها شيعية ولن يوافق الشيعة على تركيا لوحدها لأنها سنية، وإلى الآن لم يتقدم احد. @ لكن الرئيس الإيراني احمدي نجاد أبدى استعداده بتغطية الفراغ في العراق في فترة من الفترات وبعدها ثارة ثائرة العراقيين؟ - أنا كلامي دقيق قلت إذا إيران تقدمت بهذا الطلب نحن لا نقبل إلا مع تركيا التي لو قدمته لوحدها فالشيعة لن يقبلوا، وعليه إذا كانت مبادرة تركية إيرانية مشتركة لملء الفراغ بحيث لا يكون هناك مخاوف للسنة والشيعة يمكن أن نقبل باعتبار أن لديهما قوات هائلة، لكن إذا النظام العربي يقدم لنا هذه الضمانات نحن نقبل به دون اللجوء إلى هاتين الدولتين ولكن لا النظام العربي ولا التركي ولا الإيراني مجتمعاً يقدمون لنا هذا الغطاء وعليه ماذا نفعل؟ نذهب إلى غطاء عالمي آخر كما هو الحال في الخليج وحوالي مئة دولة في العالم، ولكن ذلك لن يكون دون شروط هناك شروط وطنية صرفة تصب في خدمة الشعب العراقي واستقلاله وكرامته الوطنية وحفظ ثرواته فإذا حصلنا على هذا وافقنا وإذا لم يكن فإن الاتفاقية لن تمر في مجلس النواب. @ هل تتوقعون ان مجلس النواب سيتفق على شروط معينة أما أن يكون هناك اختلاف وتفاوت في الشروط؟ - إذا ترك الأمر للمجلس سيختلف لماذا؟ لأنه سيكون هناك فوضى في العراق الذي جرى هو أن هناك وفداً عراقياً محترفاً يفاوض وفيه من جميع الأطياف العراقية ثم مرجعية هذا الوفد لرئيس الوزراء الذي لا يحق له اتخاذ القرارات الإستراتيجية وإنما اتخاذ قرارات فنية تكتيكية بسيطة ومع ذلك رئيس الوزراء مرجعيته هو المجلس السياسي للأمن الوطني والذي يضم رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ورئيس البرلمان ونائبيه وقادة الكتل البرلمانية العراقية ويجب ان تتخذ الآراء بالإجماع فإن اجمعوا على أمر يمرر داخل البرلمان في ظل احتمال وجود معارضات من هنا وهناك إلا أنها لن تكون قوية كما حدث ذلك في لبنان عند انتخاب رئيس لبنان على سبيل المثال، لذلك لن تعرض الاتفاقية على مجلس النواب ما لم يوافق عليه المجلس السياسي للأمن الوطني الذي إن وافق تعرض على مجلس النواب وتقرأ من جديد ويتم النقاش حولها والتصويت عليها. @ ألا تخشون ان هذه الاتفاقية ربما تسبب مشاكل للعراق مع دول جواره استراتيجياً خاصة ان ذلك بدأ يظهر من خلال رفض إيران للاتفاقية بل وصل الأمر إلى تحريم التوقيع عليها؟ - لا يوجد لأي دولة من دول الجوار سلطان إلا على من يأتمرون بأمرها أما الغالبية العظمى من العراقيين فهم أصحاب قرار مستقل، العلة أن هناك إرهاب داخلي زعزع أمننا وخلل في بناء قواتنا الأمنية هو الذي أعطى المجال لكي يتدخلوا ولكن سرعان ما يلتئم شمل العراقيين، وما يهمنا مصلحة بلدنا وليس مصلحة دول الجوار، على ألا تتقاطع مصلحة العراق مع مصالح دول الجوار بمعنى ألا تكون مصلحتنا مؤذية لمصالح إخواننا في الجوار نحن متوازنون في هذا الأمر نحن أولاً نبحث عن مصالحنا وينبغي ان تكون هذه المصلحة العراقية لا تؤذي الأمن القومي لجيراننا وسوف لن نغفل لرأي إخوتنا وجيراننا خاصة العرب منهم الذين يهمونا أكثر من التركي والإيراني، لأن بالنتيجة "هلك هلك لو جاروا عليك أحيان" كل شخص يعود لأهله في النهاية. @ طالت القطيعة بين التوافق والحكومة ألا ترون أن ذلك يلقي ويؤثر على السنة في العراق؟ - خروج التوافق قوّى السنة ودخولهم الآن بهذه الطريقة التي يقودها الحزب الإسلامي سيضعف أهل السنة في العراق، كيف سيكون ذلك؟ نحن مكون أساسي في العراق او ندعي لأنفسنا أننا نمثل الغالبية العظمى من هذا المكون على خلاف في الآراء، ولكن اذا دخلت التوافق إلى الحكومة يقال دخل السنة العرب، السنة العرب إذا دخلوا الحكومة يجب ان يدخلوا بالمكون السني وليس بالقائد الفلاني او التيار الفلاني او الحزب الفلاني، فالمكون الآخر يمتلك القرار الاقتصادي والخدمات والأمن والنفط والتجارة والدفاع والأمن القومي كلهم من ذلك الجانب أو المكون، ثم أقوم أنا بالدخول في وزارات مثل وزارة شؤون المرأة والتعليم العالي ووزارة الدولة لشؤون الخارجية هذا الدخول يعني أنني ذيل ولست رأساً وبهذا الدخول سنؤسس لهضم حقنا وليس لأخذ حقنا وعليه يجب ان لا نرجع إلا ونحن نشارك مشاركة حقيقية في القرار الأمني والاقتصادي، رجوعنا سيضعف هيبتنا وينزل من قيمتنا وسيؤسس لبدعة هضم الحق من قبل أهل الحق أنفسهم وبالتالي نحن نفضل ألا نعود للحكومة وهذا رأي أغلبية أعضاء التوافق وليس رأي طارق وعدنان، الأغلبية يريدون أن يعودوا بمقاسنا أو لا نكون ذيلاً لأحد نبقى في البرلمان ولا نعارض الحكومة التي سوف تتغير في وقت ما إلا أن الدولة في النهاية هي الباقية لذا يجب ان نؤسس لوجود حقيقي لأهل السنة داخل هذه القرارات الاقتصادية والأمنية بوجود حقيقي وإلا نكون قد أسسنا لقاعدة هضم الحق من أهل الحق لأننا لو ذهبنا واتى من بعدنا من أهل السنة لينصبوا في حكومة أخرى جاءوهم وقالوا لهم خذوا مناصب أهلكم الكرام الذين أسسوا لهضم حقوقكم لذلك نكون قد خنا الأمانة ونحن لسنا مستعدين لذلك. @ لكن توزيع المناصب ليس دستورياً؟ - هذا عُرف فعندما يكون التنافس على أساس البرنامج السياسي لمن بعدنا سيفهم مثل لبنان ضمناً بأنه نحن نتنافس على البرنامج السياسي ولكن القرارات الاقتصادية والأمنية والسياسية يجب ان تكون لكل مكون من مكونات الشعب العراقي مكانه الحقيقي كما يليق به، نحن بناة بعد عشر سنوات سيعتبروننا الآباء المؤسسين فكيف نؤسس لهذا الخطأ من اجل مصالح شخصية. @ هل ترى أن تنظيم القاعدة أصبح في آخر أيامه في العراق؟ - القاعدة قبرت منذ أيام الفلوجة ما بقي هي عصابات إجرامية مرتزقة تعمل وفق أجندات معروفة وهم عبارة عن لصوص وبدأوا يعتدون على أعراضنا نحن الذين أسسنا للمقاومة العراقية، وأظن ان القاعدة إن لم تكن قبرت تماما كما ادعي فهي تحتضر احتضار الموت وليس احتضار المرض لماذا؟ لأن العرب السنة بدأوا يلفظونهم، الآن بدأت القاعدة تنسق مع مجاميع خارجية من الدول الأخرى وليس مع العرب السنة وهذا تطور مهم، اكتشفنا ان هؤلاء مجموعة لا يهمهم العراق ولا حياة العراقيين وهؤلاء مرتزقة جمعوا من كل مكان والذين ينظرون لهم الآن يستحون أن يعلنوا أنهم يحتضرون لكي لا تتأثر أجندتهم. @ كيف ترون النداءات بفتح حوار عربي إيراني؟ - الحوار كله خير سوء اتفقنا أم اختلافنا لأن الحوار هو الحل الأول فإن فشل فسوف يكون السلاح ثم بعده سوف يصار إلى الحوار فلماذا نلجأ للسلاح من الأصل أنا اعتقد ان الحوار العربي ولاسيما مع الدول الإسلامية يكون مجدي وحبذا لو أن الدول الخليجية ودول مثل مصر تقود هذا الاتجاه وتفرض على الآخر الحوار فالحوار معركة حقيقية للأجندة الخيرة يجب ان تفرض على الآخر نجبره ان يجلس للحوار وليس ننتظر منه ان يقتنع، اعتقد ان الدور الذي تقوم به المملكة في تهدئة الأوضاع هو دور يأتي من الخبرة الطويلة في إدارة الأزمات وإدارة الدول والكم الهائل من المعلومات عن الماضي والحاضر والمستقبل ليس مثلنا نحن قبل خمس سنوات ضربنا على رؤوسنا ولا نزال فينا بقايا من دوار ربما لا نحسن التصرف، اعتقد ان من واجب المنطقة ان تدخل في الحوار الذي يحفظ لك هدوءك واستقرارك ونموك مع إبقاء الأمل في الحل مثل حال الجزر العربية الثلاث يجب ان افرض الحوار على الإيراني ولا انتظر من الآخرين ان يفرضوه عليهم واستمر في حوارهم إلى ان اقطع نَفَسَهم، فهم يجيدون سياسة النفس الطويل فلماذا لا نتعلم. @ تقصد الإيرانيين؟ - نعم.