أعلنت هيئة الطرق والمواصلات بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً، عن مبادرتها بإطلاق جائزة مخصصة للحلول المبتكرة للحد من الازدحام المروري في شوارع مدينة دبي، وأطلقت عليها اسم )جائزة دبي للنقل المستدام). وقامت هيئة طرق ومواصلات دبي بنشر إعلان على شكل سيارة )مروحية) حيث تم تزويد السيارة بمراوح تشبه تلك الخاصة بطائرات )الهليوكوبتر)! وبعد أزمة المرور )العالقة)، لم تعد حياة الطبقة الوسطى في إمارة دبي سهلة كما كانت عليه قبل 15عاماً واتخذت التغيرات في هذه الإمارة الخليجية التي شهدت تطوراً ونمواً اقتصاديا متسارعاً في العقد الأخير طابعاً عالمياً مثيرا للاهتمام، حيث وصل عدد الجنسيات العاملة في دبي إلى أكثر من 200جنسية مختلفة، في الوقت الذي حققت فيه دبي نمواً متسارعاً في الاقتصاد والتنمية والنهضة العمرانية، و)متصارعاً) في زحمة المرور التي لم تعد تطاق، وأصبحت المدينة الأغلى في المنطقة والأسرع نموا والأكثر إزدحاماً، ولا زال هذا الازدحام الخانق يثير قلق السكان، هل هي أزمة مصطنعة و)متعمدة) أم هي أزمة طبيعية خانقة لا توجد لها حلول، مما حدا بهيئة الطرق والمواصلات في دبي أن تخصص جائزة لمن يجد حلاً لهذه المعضلة المستفحلة. وقد تطرقنا إلى هذا الموضوع في العديد من المناسبات، إلا أن الأزمة في تفاقم مستمر، حيث أصبح من يريد أن يذهب من الشارقة إلى دبي، ويحضر مؤتمراً أو منتدى أو جلسة عمل في الساعة العاشرة صباحاً عليه أن يخرج من منزله بعد صلاة الفجر مباشرة لكي يلتزم بالموعد المحدد. وإذا كان يريد أن يحضر جلسة عمل مسائية في السابعة مساء في الشارقة، عليه أن يغادر دبي بعد صلاة الظهر لكي يتفادى الأزمة الخانقة في الذهاب والأياب. وحين أعلنت الإمارات عن نيتها عدم تجديد ملكية السيارت التي يزيد عمرها عن 20عاماً، ربما لتقليل الازدحام من حركة السير المؤرقة التي تتزايد باضطراد، مما حدا الشركات المستوردة للسيارات المستعملة بتقديم شكاوى واحتجاجات على هذا القرار، مفادها إين سيذهبون بسياراتهم التي تفترش الأرض في معارض السيارات المنتشرة في المدن الإماراتية المختلفة. وقد برزت في دول الخليج ظاهرة الأزمات المرورية بشكل ملفت للنظر بل ومزعج، وقاتل للوقت وحارق للاعصاب ومتلف للمركبات، وحينما شاهدنا إعلان هيئة الطرق والمواصلات بإمارة دبي عن منحها جائزة لمن يبتكر حلولاً مستدامة تساهم في تخفيف حدة الأزمة المرورية، اعتقدنا أن هذه السيارة الطائرة مبتكرة لحل هذه الأزمة ولكنها كانت عبارة عن أسلوب تشويقي لجذب إنتباه من يجد الحل للمشكلة المستعصية. ونقترح على من قام بمنع تجديد ملكية السيارات القديمة، بأن يطالب مستوردي السيارات بجلب هذه السيارة الطائرة )الهليوكبتر) لاستخدامها في النقل الجوي للموظفين بين أعمالهم ومساكنهم، ونقل الطلاب لمدارسهم، وكذلك المرضى والحالات الطارئة والمستعجلة، أسوة بالوزراء ورجال الأعمال الذين يتنقلون بطائراتهم الخاصة من برج إلى آخر!! @ المدير الإقليمي لمكتب دبي