خصصت مجلة البيان ملفا متكاملا عن احتلال اسرائيل لفلسطين بمناسبة ذكرى مرور ستين عاما على الاحتلال واشتمل على عدد من المقالات والحوارات وقد اشتمل على مقال لفضيلة الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي اعلن خلاله جواز الهدنة مع العدو الإسرائيلي لتحقيق المصلحة الشرعية، لكن دون أن يترتَّب على ذلك موالاته، أو الإقرار له بشيء من الحقوق الثابتة التي لا يملك المسلمون - ولو أجمعوا - التنازل عنها؛ لأن الله هو الذي أنزلها وفرضها كما أنزل وفرض معاداة الكافرين ومجاهدة المعتدين، ومن ذلك: كون أرض فلسطين كلها وقفاً إسلامياً لا يملك غير المسلمين شيئاً منه إلا بعقد ذمة، وكون أملاك اللاجئين حقاً شرعياً متوارثاً لأبنائهم إلى يوم القيامة لا يجوز لغيرهم - كائناً من كان - أن يتصرف فيه بشيء، ولا يحق له أن يتنازل عنه. جاء ذلك في مقال له في العدد الأخير من مجلة البيان والتي صدرت مطلع هذا الشهر ضمن ملف خاص بعنوان (ستون عاما من الفشل) متزامنا مع حلول الذكرى الستين على احتلال فلسطين. وأثنى الحوالي على موقف كتائب الأقصى الذين اختاروا المقاومة قائلا هنا نسجل تقديرنا وشكرنا لكتائب الأقصى وللشرفاء من منظمة التحرير الذين انحازوا إلى خيار المقاومة، وشاركوا الإسلاميين شرف القتال، ونرجو أن يكون ذلك مقدمة لتوحُّد الشعب الفلسطيني بكل فصائله تحت راية الإسلام والجهاد وإقامة الحكم الإسلامي على أرضه المباركة. ويستعرض الملف ابرز قرارات جامعة الدول العربية منذ ستين عاما ويوضح اتجاه الخط البياني النازل فيما يتعلق بالمواقف من النوازل التي تزداد قوتها وشدتها على أرض فلسطين، وفي الملف الوثائقي حوارشامل مع رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م الشيخ رائد صلاح يكشف فيه التفاصيل عن الحفريات التي يقوم بها الصهاينة تحت الأقصى والتي وصلت إلى عمق المسجد والأحياء السكنية المحيطة به، وإن الدولة الصهيونية تسيطر على الوقف الإسلامي في فلسطين، وتحول مساجده إلى كنائس ومراكز دعاية انتخابية ونواد ليلية. وبشر رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المسلمين بأن مستقبل الفلسطيني الذي يعيش على الأرض المحتلة عام 1948م واعد بإذن الله، وأننا نشهد فشلاً ذريعاً للمشروع الصهيوني. ويكتب الدكتور سامي بن صالح الدلال عن إدارة الصراع بين اليهود والمسلمين، ويخلص في مقاله إلى أن اليهود ماضون في مخططاتهم وأن العرب لم يرتقوا بعد إلى مجابهة الخطر اليهودي، وترصد البيان أكثر من خمسين مشروعاً لتوطين اللاجئين الفلسطينين كان مصيرها الفشل، وتكشف الخفايا حول تحريك هذه المشروعات التصفوية للتخلص من قضية اللاجئين. ويوجه الشيخ سعود الفنيسان رسالة إلى حركة فتح يحملّ فيها المنظمات الفلسطينية وخاصة فتح وزر التفريط التي رمت نفسها على المسرح الدولي لبيع القضية. لقد قدمت البيان في ملفها الوثائقي القضية من أبعادها المختلفة وطرحت رؤية مستقبلية مبشرة بالنصرعلى ضوء الواقع المعاش والمتغيرات والآمال المستقبلية.