كشف أمس وزير الداخلية الجزائري أن مصالحه عثرت على مناشير تحرض على التطهير العرقي بمنطقة بريان بولاية غرداية (55كلم) جنوب البلاد . ولم يتوقف نور الدين يزيد زرهوني عند هذا الحد بل راح يتهم ما أسماه "عصابة خارجية" تقف وراء أحداث الشغب التي شهدتها المنطقة منذ أزيد من أسبوعين وخلفت ضحيتين وعشرات الجرحى فضلا عن خسائر في الممتلكات العمومية والخاصة . وقال زرهوني في تصريح للصحافة على هامش تنصيبه أمس الأربعاء المحافظ الجديد لولاية الشلف ( 200كلم إلى الغرب) ان أجهزته عثرت على تلك المناشير في أجهزة الكمبيتور التي تم حجزها بمنازل مجموعة الشباب وعددهم خمسة الذين تم توقيفهم قبل يومين فضلا عن استرجاعها أسلحة بيضاء وأقنعة . و تعزز تصريحات المسؤول الأول عن جهاز الأمن الجزائري تحاليل مراقبين اشارت أن اندلاع العنف للمرة الثانية على التوالي بمنطقة "بريان"، أكثر المناطق أمنا واستقرارا بالجزائر حتى في أوج عنف العشرية السوداء، وهي المنطقة التي يقطنها أتباع المذهب الإباضي يستجيب ل "مخطط لزرع الفتنة بين المالكيين والإباضيين" . وكان وزير الداخلية نفسه ألمح عقب اشتعال الأحداث بمنطقة بريان إلى وقوف "جهة" - لم يسمها - قال انها "دبّرت للعنف مع سبق الإصرار" حيث اشار أن المسؤولين المحليين لاحظوا أن الأفراد الذين خرجوا إلى الشوارع للتخريب وإضرام النار كانت وجوههم ملثمة . وكان بيان للداخلية تمكنت"الرياض" من الاطلاع عليه، ذكر أن مصالح الأمن اعتقلت يوم الاثنين خمسة شبان من مجموعة الملثمين الذين اثاروا الشغب بمنطقة بريان، لكن البيان لم يشر إلى هوية الملثمين ولا أعمارهم وإن كانوا من أبناء المنطقة أو دخلاء عليها، واكتفى بالإشارة أن هؤلاء ستتم إحالتهم على العدالة حيث من المنتظر أن يحاكم هؤلاء رفقة 18شخصا آخر تم توقيفهم مباشرة بعد اندلاع الأحداث في ال 31مايو الجاري . وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شديد اللهجة تجاه الأحداث التي هزّت بريان حيث حذر في خطاب قرأه وزير المجاهدين محمد شريف عباس بمناسة يوم الطالب المصادف ل 19ماي "كل من تسوّل له نفسه بزرع الفتنة" قائلا ان بلاده "ستقف بالمرصاد لمن يريدون زرع الانحرافات ونشر الأحقاد والريبة" ولفت بوتفليقة الانتباه إلى أنّ الجزائر "أفشلت جميع مشاريع الفرقة والتقسيم التي تعرضت لها في السابق" وأن بلاده ستبقى "موحدة ولن ينتابها اختلاف مذهبي أو عرقي" .