أعلنت رئاسة الجمهورية في لبنان عصر الأربعاء ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان كلف فؤاد السنيورة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ختام استشارات نيابية. واعلنت رئاسة الجمهورية في بيان "استنادا الى الاستشارات النيابية التي اجراها رئيس الجمهورية بتاريخ 28ايار/مايو (...) استدعى فخامته دولة الرئيس فؤاد السنيورة وكلفه تشكيل الحكومة". وجاء مرسوم التكليف بعد يوم طويل من الاستشارات النيابية أجراها سليمان مع 127نائباً في البرلمان حصل خلالها السنيورة على دعم 68نائباً من تحالف الغالبية البرلمانية بينما طرح 59نائباً من المعارضة أسماء أخرى أو لم يسموا أحداً. وكان ائتلاف الأغلبية البرلمانية برئاسة سعد الحريري اتفق على ترشيح السنيورة بينما رفضت المعارضة تسميته. وقال سعد الحريري زعيم أكبر كتلة برلمانية في الائتلاف الحاكم للصحفيين بعد اجتماعه مع الرئيس الجديد في قصر بعبدا ان كتلته لم تسم السنيورة "للتحدي ولكن سميناه للمصالحة ولفتح صفحة جديدة". ويشغل السنيورة ( 65عاماً) منصب رئيس الوزراء منذ يوليو تموز 2005م وكان هدفاً لحملة للمعارضة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2006م لاجباره على الاستقالة. ولم تسم المعارضة التي يتقدمها حزب الله السنيورة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال رئيس كتلة حزب الله محمد رعد في ختام الاجتماع مع سليمان "المرشح لتشكيل حكومة وحدة وطنية ينبغي ان يتسم بمواصفات تعكس هذا العنوان". أضاف "نحن لم نسم أحداً لرئاسة الحكومة ونعتقد ان اللبنانيين يتوقون إلى شخصية تحدث صدمة ايجابية تريحهم خصوصاً مع اطلالة هذا العهد الجديد". كذلك فعلت كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعد أحد زعماء المعارضة البارزين. أما رئيس التيار الوطني الحر الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون فاقترح ترشيح ثلاثة أسماء أخرى قال أنها وفاقية ولكنه أكد اصراره على "المشاركة في الحكومة دون تأييد رئيس الحكومة حالياً". وقال "نحن نعلن أنفسنا معارضة في داخل الحكومة. حتى ولو لم يأت الرئيس كما نريد سنقبل بقرار الأكثرية ولكن سنبقى مصرين على المشاركة في الحكم". من جانبه، أعرب رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة عن أمله بانتقال لبنان إلى حال الاستقرار والتنافس الديمقراطي الحر والانفتاح وقبول الآخر داعياً الجميع إلى مراجعة الماضي لعدم العودة إليه. وكان السنيورة يتحدث مساء أمس الأربعاء إلى الصحافيين في القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت. وأمل في الانتقال من الوضع الراهن المعروف بانقساماته إلى "حال الاستقرار والتنافس الديمقراطي والحر المصان من خلال احترام الدستور واحترام حق التعبير الذي يرعاه وتكفل القوانين ممارسته". وشدد السنيورة على ان "التنافس لا يستقيم إلاّ بالانفتاح وقبول الآخر بل احترامه في إطار الدولة المدنية الديمقراطية". ودعا الجميع إلى مراجعة الماضي "لاستخلاص دروسه لا للعودة إليه. ففيه الكثير مما يجب ان يمضي إلى غير رجعة. وإني أدعو الجميع إلى المساهمة في بلسمة الجراح وتجاوز ما عرفناه من انقسامات وحملات ولجوء إلى العنف ومعالجة مشكلاتنا كلها بروح تعلي من شأن مصلحة الوطن والمواطنين وأمنهم واستقرارهم". ولفت السنيورة إلى ما اعتبره أهمية "العيش المشترك" بين اللبنانيين، منبهاً إلى ما ضاع من فرص بسبب المشاحنات الداخلية، وقال "إذا ما تأخرنا مرة جديدة عن ركوب قطار التفاهم والانطلاق به نحو الاستقرار والنمو والتنمية المستدامة والتقدم والازدهار فإن هذا القطار لن ينتظرنا مرة جديدة.. وسنكون قد ضيعنا ثقة اخواننا وأشقائنا العرب الذين تداعوا إلى نجدتنا ومد يد المساعدة لنا، وهم الجادون في التزامهم ودعمهم للبنان سياسياً واقتصادياً". وأشار إلى ان "مهمة تعزيز بناء جيشنا الوطني وقوانا الأمنية تبقى في أعلى سلم أولوياتنا الوطنية، فتقوم بكامل دورها حامية للجميع في مواجهة العدو وفي الحفاظ على السلم الأهلي والنظام الديمقراطي".